خطب سعيد بن فروة فهاجت وماجت وسائل الاتصال ضد خطبته التي قذف بها العاملين والعاملات في المستشفيات، ووصف ذويهم بالدياثة، ولم تقتصر موجة الاستياء على عامة الناس، بل إن سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ لام من سمح له بالخطابة، وقال عن رأيه: إنه فاسد. تعودنا أن نحترم رجال الدين، بمظهرهم المعهود، وتعودنا أن نحترم علماءنا الأجلاء، لكننا في السنين الأخيرة رأينا وعاظاً بلا علم، فهم قاصّون يسلّون الناس بالقصص، وليت الأمر اقتصر على القص البريء، فقد رأينا على المسارح من سُموا وعاظاً يشببون بالغلمان والبنات، ويملأون كلامهم بتلميحات جنسية ويخطبون عن نعيم الجنة باستهزاء ونكت، والجمهور منه أطفال ونساء. من ميزة العلماء الذين عرفناهم قديماً وحديثاً الاحتشام، وعدم الفرط في الكلام بعلم، ودون علم، ومعظم الوعاظ هم أنصاف متعلمين، أو دون علم، ويسمون أنفسهم دعاة وداعيات، وقد اكتُشف أن قاذف العاملين في المستشفيات من دون شهادات تؤهله للدعوة. احترام الناس علماء الدين الحقيقيين قفز للوعظ بكثيرين أساؤوا للوعظ، وإذا وجّههم أحد اتهموه بأنه ضد الدين! مع أن كل مسلم هو داعية ومحب لدينه، لكن إساءة شخص لا تسيء للدين.