وصف خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، شعب المملكة بالأسرة الواحدة التي تتكاتف وتتعاون لخدمة دينها ووطنها، مشيراً إلى التطوير بوصفِه سمةً لازمةً للدولة بما يتفق مع الثوابت والقيم. وشدَّد الملك في كلمةٍ خلال حفل استقبالٍ أقامته إمارة المنطقة الشرقية أمس «منهجنا ثابت ومتواصل في السعي نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة». وأكَّد إتاحة الفرص للجميع لتحقيق تطلعاتهم وأمنياتهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها، مبيِّناً «نحن نتطلع جميعاً إلى غدٍ مشرق مزدهر». وأثنى الملك على دور المواطنين. ولاحظ أن المواطن السعودي أظهر على الدوام استشعاراً كبيراً للمسؤولية وشكَّل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين وأفشل -بعد توفيق الله- كثيراً من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته. ولفت الملك إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع لإنجاح رؤية المملكة 2030. وأكد أنها تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومن شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاقٍ أوسع وأشمل. وكان خادم الحرمين الشريفين وصل إلى المنطقة الشرقية مساء أمس الأول، بادئاً زيارة تستمر أسبوعاً ويفتتح خلالها مشاريع كبرى، كما يلتقي المواطنين. وفي إطار الزيارة؛ شرَّف الملك، مساء أمس، حفل الاستقبال في إمارة الشرقية، حيث وصل إلى مقر الإمارة في الدمام يرافقه أمير منطقة المدينةالمنورة، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز، وكان في استقباله أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وبعد عزف السلام الملكي؛ أخذ الملك مكانه، وبُدِئ الحفل بآياتٍ من القرآن الكريم. وفي كلمته خلال الحفل؛ قال الملك «من هذه المنطقة التي يسرني دائماً وجودي معكم في ربوعها أشكركم من الأعماق على هذه الحفاوة البالغة، وأدعو الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم، وأن يمدنا بالعون والتوفيق لخدمة بلادنا الغالية». من جهته؛ وصف الأمير سعود بن نايف ليلة استقبال خادم الحرمين الشريفين في مقر الإمارة بالاستثنائية. وقال في كلمةٍ ترحيبيةٍ ألقاها «إن ليلتنا هذه ليست كغيرها من الليالي، بل هي استثنائية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فهي نور يتلألأ، ومكارم تتوالى، ومواطن عز وفخر تتنادى»، معرباً عن سعادته بتشريف الملك للمنطقة. وتابع بقوله «في هذه الليلة تلتقي المنطقة الشرقية، منطقة الخير والنماء، والتميز والعطاء، والمساهمة والبناء، بقائد المسيرة وصانع الإنجاز، سلمان العزم والحزم، سلمان الشهامة والوفاء، سلمان العلم والثقافة، سلمان الإرث والحضارة، سلمان التاريخ والرؤية، سلمان المملكة العربية السعودية. فأكرم بها ليلة، وأكرم به من محفل». وخاطب الأمير سعود خادم الحرمين قائلاً «أهلاً بكم سيدي في منطقة تحبونها وتحبكم، ببحرها وسهلها ونخلها ونفودها ومصانعها وقبل ذلك إنسانها». واسترسل قائلاً «أهلاً بكم سيدي في منطقة تفخر بأنها جزء من المملكة العربية السعودية تسهم بعطائها مع مناطق المملكة الأخرى -بصدق وحماس وثبات- منذ أن وضع الملك الموحد -طيب الله ثراه- لبِنات وحدتها المباركة، وسار على ذلك بنوه الأوفياء من بعده، في الأخذ بيد المملكة إلى المكانة التي تليق بها لتصبح منارة إشعاع وحضارة وخير وعطاء للعالم أجمع، نصيرة للحق، مرسخة للعدل، لم ولن نتراجع عن ذلك أبداً بحول الله». ووصف الأمير وطنية شعب المملكة بأنها أقوال وأفعال ومواطن شرف وكرامة ومشاركة في البناء ومحافظة على مجد تليد ومكارم راسخة. وشدَّد «فلا مكان بيننا لمن تخاذل أو ضلَّ السبيل وسعى في الفرقة والشتات وعبث بالمكتسبات». وأشار الأمير سعود إلى قول الملك «أبوابنا مفتوحة، وآذاننا مفتوحة، وهواتفنا مفتوحة، لمن له منكم رأي أو حاجة، فحيَّاه الله». وقال الأمير «لقد رسختم هذا النهج بسياسة إدارية بدت آثارها جليلة ولله الحمد والمنة». وأضاف «تتقاصر الكلمات أن تحتوي ما تتميز به قيادتكم الرشيدة، فالمنجزات تترى وتشهد وولاء شعبها يتجذر.. ورسوخ الأمن والأمان ينعم به -ولله الحمد- كل مواطن ومقيم على أرض المملكة.. وصفحات البطولات التي سطرها الشهداء في ميادين العز والشرف خير دليل.. والآمال والطموحات قائمة في مستقبل واعد متجدد من خلال رؤية المملكة 2030.. وخطط البناء والعمل الطموح واقع نعيشه ويشهده العالم من حولنا ونحن على العهد». وختم الأمير كلمته بالقول «سيروا ونحن معكم نحافظ على مكتسباتنا، ونبني نهضة بلادنا بكل الثبات والثقة والاعتزاز»، ناقلاً إلى الملك استئذان بعض رجال الأعمال موافقة المقام الكريم على إنشاء مكتبة الملك سلمان في الشرقية لتكون أحد روافد العلوم والمعرفة والحضارة بتقنياتٍ حديثة. بدوره؛ ألقى الدكتور عبدالرحمن الجعفري كلمة الأهالي، ورحَّب فيها بخادم الحرمين الشريفين. وقال «إن لهذه الزيارة معاني كثيرة تدل على اهتمامكم- أيدكم الله- بالمواطن والتلاحم بين القيادة والشعب، حيث أن هذا التواصل يمثل نمطاً تتميز به بلادنا التي أسس لها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ووثق عراها من بعده أبناؤه ملوك هذه البلاد». ولفت الجعفري إلى تثمين مواطني المملكة لخادم الحرمين حرصه منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم على التواصل معهم وتلمس حاجتهم وبناء جسور المحبة والاحترام معهم. وتابع «وفي هذه المنطقة نشهد لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ومن سبقه من الأمراء منذ عهد المؤسس رحمه الله بأنهم درجوا على ذلك السلوك الحكيم في قربهم وتواصلهم مع المواطنين». وفي ختام كلمته؛ سأل الجعفري الله تعالى أن يديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد، وأن يمد قيادتنا الحكيمة بالصحة والعافية. ثم؛ أُلقِيَت قصيدتان شعريتان، الأولى نبطية للشاعر خضير البراق، والثانية بالفصحى للشاعر حيدر العبدالله. بعدهما؛ تشرَّف أهالي المنطقة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -. إلى ذلك؛ شرَّف خادم الحرمين الشريفين مأدبة العشاء المعدَّة بهذه المناسبة. بعدها؛ عُزِفَ السلام الملكي، ثم غادر الملك مقرَّ الحفل مودَّعاً بمثل ما استُقبِلَ به من حفاوة وترحيب. وحضر الحفل مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، ووزير الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير فهد بن عبدالله بن محمد، والأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، ومستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير تركي بن عبدالله بن محمد، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالله بن مساعد، والأمير خالد بن عبدالله بن محمد، والأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير مشاري بن عبدالله بن مساعد، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي، الأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز، ومحافظ الأحساء، الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ومستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز، وقائد قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في القطاع الشرقي، اللواء تركي بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد، والأمير فهد بن عبدالله بن جلوي، والمستشار في الديوان الملكي، الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ومستشار وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير خالد بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلطان بن عبدالله، والأمير فيصل بن سلطان بن عبدالله، والأمير عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن مشعل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، والأمراء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.