راع ومربي أغنام، صاحب بقالة ويتولى البيع فيها، حامل للدبلوم وحافظ للقرآن، مدرب للمكفوفين، ومعلم للمبصرين، هذه هي السيرة المختصرة للحياة غير العادية للكفيف المبدع عبدالله بن علي الشايب المشهور ب«أبي أمين». والشايب القاطن بمدينة العمران شرق الأحساء فقد بصره وعمره سنة واحدة بسبب إصابته بالجدري، ولكن الله سبحانه وتعالى حباه بالمواهب، توفي والده وهو في سن الرابعة عشرة، فزاول بعض المهن مبكراً لمساعدة عائلته؛ حيث عمل في رعي وتربية الأغنام، وفتح دكاناً صغيراً، وكان يعمل فيه بنفسه. يمتاز الشايب بعدة مهارات منها أنه يحلق وجهه بمفرده مع تحديد لحيته وشاربه، كما أنه يميز بين أنواع المشروبات الغازية باللمس فقط. ولم يكن الشايب قط عالة على أسرته ومجتمعه، بل كان خير مثال لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما كشفه خلال شرحه تجربته في سبتية إضاءات بالمنصورة، التي يعقدها عضو المجلس البلدي السابق علي السلطان. الشايب (أبو أمين) أحضر معه نسخة من القرآن الكريم مكتوب بلغة برايل، وقرأ منه ما تيسر، مبهرا الحضور بصوته الجميل وقراءته السليمة التي لا تترك فتحة أو كسرة. وهو يحمل شهادة دبلوم معهد النور «الأقسام المهنية»؛ حيث عمل معلما يدرب المكفوفين على بعض الصناعات الحرفية، ومنها صنع مكانس تنظيف الأرضيات ومكانس تنظيف الشبابيك وعسافات السقوف، وذلك باستخدام الخيزران والخشب، كما عمل أيضا في إحدى مدارس مدينة العمران لتعليم المبصرين القرآن الكريم. «أبو أمين» من مواليد 1362ه، وتخرج من معهد النور عام 1391ه، وتقاعد عن التدريس عام 1407ه، وله من الأبناء تسعة، وكثير من الأصدقاء والزملاء، وهو لم يترك السبتية إلا بعد أن فاجأ الحضور بإرسال عدد من رسائل ال «واتساب» لهم ليثبت مهارته في التعامل مع التقنية أيضاً.