أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون أمس ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 2017، ليكون بذلك المرشح التاسع الذي أعاد خلط الأوراق، متقدما تحت شعار التجديد بعد وصول النظام السياسي إلى «طريق مسدود» وفق تعبيره. ودعا ماكرون إلى «الخروج من الوضع السياسي الراهن» ومن «وصفات القرن الماضي» في مواجهة تحديات عالم متغير. كان ماكرون مقرباً من الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يعاني من تدني شعبيته إلى أدنى مستوى قبل أن يستقيل من الحكومة في أغسطس بعد أن شكل حركة يقول إنها لا تنتمي لا إلى اليمين ولا إلى اليسار. وقال في خطاب ألقاه في بوبينيي الضاحية الشعبية في شمال شرق باريس ودعا فيه إلى «ثورة ديموقراطية عميقة»، «رأيت من الداخل فراغ نظامنا السياسي، أنا أرفض هذا النظام». ويخشى أن يؤدي ترشحه إلى زيادة الشرذمة في اليسار الذي يتوقع أن يهزم وفق استطلاعات الرأي منذ الدورة الأولى للانتخابات في 27 إبريل أمام اليمين المتطرف بعد فوز دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة وأمام معسكر اليمين المصمم على العودة إلى الإليزيه. ويأتي إعلانه قبل أيام من الدورة الأولى للانتخابات التمهيدية لدى اليمين المقررة الأحد ويتنافس فيها سبعة مرشحين مع تقدم رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون في الاستطلاعات ما يهدد، في حال واصل تقدمه، المرشحين الأوفر حظاً الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق آلان جوبيه. وقال ماكرون (38 عاماً) مستهدفا اليمين كما اليسار، إنها «الوجوه نفسها والرجال أنفسهم والأفكار نفسها». وبدأ ماكرون يعد لترشحه في مارس عندما أسس حركة «إلى الأمام»، معلنا أنه يؤمن بحرية أن يقول المرء «ما يفكر فيه مهما كان الثمن» ثم استقال من الحكومة وظل متكتماً حول نواياه. حتى سنتين خلتا، كان ماكرون شخصية غير معروفة من الجمهور لكنه وخلال فترة قصيرة قياسية بات يحظى بشعبية كبيرة وبمستوى تنظيمي عالٍ؛ إذ بات لديه 100 ألف منتسب نظاميين، بالإضافة إلى أكثر من 1700 لجنة محلية، وهبات تزيد على 2.7 مليون يورو.