انطلقت أمس فعاليات منتدى مسك العالمي، الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك الخيرية»، تحت رعاية ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في فندق «فورسيزونز» بالرياض، بحضور عدد من المسؤولين من داخل المملكة وخارجها، والسفراء المعتمدين لدى المملكة، ومشاركة 1500 شاب وفتاة من المخترعين والمبدعين من المملكة وأكثر من 65 دولة في العالم. واستهلت أعمال المنتدى بجلسة شارك فيها أربعة من الشباب السعوديين استعرضوا في أحاديث تفاعلية مفتوحة تجاربهم الناجحة، وابتكاراتهم في مجال ريادة الأعمال، ونظرتهم المستقبلية المحفزة للشباب من أجل المشاركة في بناء الوطن وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وسط تفاعل كبير من الحضور. وشارك في هذه الجلسة: المؤسس المشارك المدير التنفيذي لشركة «إمكان» منيرة جمجوم، ومؤسس ورئيس مركز استرلاب سنتر مهند أبو دية، والقاص ومدون اليوميات البراء العوهلي، ومؤسس شركة يوتوق لطيفة الوعلان. وعقب الجلسة تحدث المدير التنفيذي لشركة سيمنس (SIEMENS) جو كايسر عن جملة من الأساليب الجديدة للوصول لبيئة مثالية يمكن للمجتمع من خلالها غرس التفكير الابتكاري لدى النشء، مشيراً إلى أن بيئة المملكة باتت قادرة على تحفيز وغرس التفكير الابتكاري والإبداعي لدى شبابها من الجنسين. وأكد أن المملكة بمقدورها الوصول لمكانة كبيرة على مستوى العالم في كثير من المجالات، علاوة على حضورها الحالي، وتستطيع مضاعفة هذا الحضور المتميز بامتلاكها مقومات وفيرة تنتظر التركيز على الابتكار بوصفه هدفاً استراتيجياً يجب العمل على دعمه وتحفيزه ومنحه العناية. ونوه بالأهداف التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 بشكلٍ عام، لاسيما الأهداف التي تُعنى بالابتكار والعناية به، بما في ذلك البحث عن وسائل وأدوات متنوعة تضمن استمرارية تطويره. وأشار إلى أن شركة سيمينس (SIEMENS) كمثال لهذه الكيانات العالمية المتخصصة في ذلك المجال، تولي الابتكار عناية فائقة، مبيناً أن الشركة بإمكانها الاستفادة من الأفكار الابتكارية للشباب السعودي من خلال وحدة «نيكست 47»، بما يساهم في تطوير قطاع الأعمال، لاسيما المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى احتضان الأفكار الإبداعية في أطوارها البدائية يقابله اهتمام بتطوير أدوات المبتكر، ليصل لمرحلة متقدمة من الاحتراف في إنتاج أفكار إبداعية يمكن تطبيقها على أرض الواقع لتشكل ابتكارات تعود على وطنه بالنفع. وأشاد جو كايسر بجهود المملكة وتقدّمها فيما يتعلق بمجالات الطاقة، مؤكداً أن عملها على جذب شبابها من الجنسين للعمل والابتكار في هذا المجال، وتطوير قدراتهم، سيمثل نقلة نوعية يمكنها من الذهاب بعيداً جداً باتجاه الصناعات الكثيرة والكبيرة المتعلقة بالطاقة. وأكد أن الشباب السعوي بجنسيه هو الأمل وحجر الزاوية لتحقيق المستقبل الواعد للمملكة، والاعتماد على الابتكار والسماح للأفكار بالانطلاق لتوليد عديد من الأفكار وتطبيقها عبر البحث عن حاضنات عالمية للابتكار وتطوير الحاضنات المحلية. ومن خلال النقل التلفزيوني المباشر تحدث للمنتدى من أمريكا مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، مبينًا أهمية دور التقنية المؤثر في بناء مستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية، واصفًا منتدى مسك العالمي بالخطوة الرائدة والجبارة في سبيل تحقيق التقنية الحديثة والاستفادة منها، وصناعة مجتمع مبدع يجيد الابتكار يملك القدرة على التفكير الابتكاري، فضلاً عن تنمية المهارات في هذا الشأن، ودعم التوجهات الوطنية المستقبلية المنطلقة من رؤية تؤمن بأهمية مواكبة عالم تقني ذي طبيعة متغيرة باستمرار. وأشاد جيتس باهتمام الشباب السعودي بالابتكار وحضورهم فعاليات منتدى مسك، مشيداً برؤية المملكة 2030، التي ستكون الدافع والمطور والخادم لهؤلاء الشباب، لاسيما وأنهم يشكلون الغالبية المتعلمة التي يعتمد تطبيق الرؤية عليهم، إذ إن لديهم طاقات وإمكانات ليكون لهم وقع وتأثير.