كشفت استشارية طب الأطفال حديثي الولادة، مي الحسن، عن أن نسبة ولادة الأطفال الخدج في مستشفى القطيف المركزي بلغت 5 %، وهم الأطفال الذين تتم ولادتهم قبل الأسبوع 37 من العمر الرحمي، مبينةً أن النسبة تزداد من 8 – 12 % على مستوى المملكة، و5 – 18 % على نطاق عالمي. جاء ذلك في فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للأطفال الخدج، تحت شعار «وعي ورعاية لمستقبل أفضل»، المنظمة من وحدة الأطفال حديثي الولادة في قسم الأطفال بمستشفى القطيف المركزي، بالتعاون مع اللجنة الصحية التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، التي انطلقت يوم الخميس 10 نوفمبر، ولمدة يومين متتاليين. وقالت رئيسة فعالية اليوم العالمي للأطفال الخدج واستشارية الأطفال الدكتورة مي الحسن ل «الشرق «: «إن هذه الفعالية المكونة من 14 ركناً ماهي إلا حملة توعوية لتقليل الولادة المبكرة ومشاكلها ومضاعفاتها من خلال تثقيف الأم الحامل بأهمية المتابعة في حملها ولتفادي الأم أعراض الولادة المبكرة وفي حال لم يعد التدخل الطبي بالنفع ووُلد الطفل خديجا؛ تتعرف الأم من خلال الأركان على طريقة التعامل مع طفلها وجميع المشاكل والأمراض التي يصاب بها»، وصححت المفهوم الخاطىء ب «لا يوجد أية علاقة» لمن يعتقد أن «الزواج من الأقارب» يسبب الولادة المبكرة. وأكدت الحسن على أهمية الفحص المبكر لحديثي الولادة للحد من الإعاقة عن طريق إجراء التحاليل اللازمة للطفل، وقالت: «كلما كان الطفل أقل في عمر الرحم يكون أكثر عرضة لأمراض التنفس وعدم اكتمال نمو الرئتين لديه»؛ ونصحت الأم بأخذ حقن الكورتيزون قبل الولادة لتقلل من تعرض طفلها لمشكلات التنفس. فالأطفال الخدج والأقل من سنتين بالعمر والمصابون بأمراض مزمنة بالرئة أو عيوب خلقية بالقلب أو ذوي المناعة الضعيفة معرضون لإصابتهم بفيروس RSV خلال السنتين الأوليين من العمر وهو فيروس يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية والرئة، وبلغت نسبة الإصابة 100% عند الأطفال الذين يتلقون العناية خارج المنزل كالحضانة، ويصاب الخديج بمشكلات النطق والتخاطب ومشكلات بالبلع بسبب صغر الأعضاء والأجهزة لديه. وقالت: «أظهرت الدراسات أن الأطفال المصابين باعتلال الشبكية الخداجي هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بقصر النظر ويكون الطفل بحاجة إلى ارتداء نظارات في مرحلة الطفولة المبكرة للحماية من حدوث كسل العين».واعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج هو أحد الأسباب الرئيسية للعمى، والفحص الدوري المنتظم للخديج يحميه من العمى حيث يحدث اعتلال الشبكية في كل المراحل بنسبة 98% و85% تختفي من تلقاء نفسها، بينما 15% من المصابين يحتاجون إلى علاج وإذا لم يتم علاجهم يصابون بالعمى. وأضافت: «الولادة المبكرة هي السبب الرئيسي لوفاة الأطفال خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عمر الطفل، والسبب الثاني في وفيات من هم دون الخمس سنوات الأولى». وشددت على أهمية التدخل العلاجي من أجل الحد منها، والسعي لتلقي العلاج الذي يتيح للاختصاصيين في هذا المجال تقديم ما لديهم من خبرات وتبادلها فيما بينهم. وشاركت مركز اضطرابات النمو والسلوك بمستشفى الولادة والأطفال بالدمام بإشراف البرنامج الوطني لاضطرابات النمو والسلوك الذي يهدف إلى تقديم خدمات صحية ونفسية شاملة للأطفال المصابين. فالأطفال الخدج هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه والاندفاعية والتوحد وصعوبات التعلم والتأخر بالكلام والعناد وأغلب الذين يصابون به هم من الذكور مقارنة بالإناث. وقالت الاستشارية بمستشفى عنك آمال آل شهاب إن مسبباب الولادة المبكرة تعود إلى تاريخ شخصي أو عائلي للولادة المبكرة أو تجاوز الأم سن ال 35 عاما أو عدم تجاوزها سن ال 18عاما والإصابة بالسمنة المفرطة والنحافة الشديدة وتعاطي المخدرات والكحوليات والتدخين وتعرض الأم لالتهابات بكتيرية وقصر عنق الرحم وعمليات سابقة في عنق الرحم أو وجود عيوب خلقية بالرحم والجنين وحمل بالتوأم وزيادة السوائل حول الجنين وتمزق الغشاء المحيط بالجنين السابق لأوانه وبعض الأمراض المزمنة للأم الحامل والتهاب اللثة وكل ذلك يحتاج إلى علاج وقائي واستشارة الطبيب، ونوهت آل شهاب بوجود علاج للطلق المبكر من أدوية لاسترخاء عضلة الرحم لمدة 48 ساعة وعقار لتسريع نمو رئة الجنين وعقار يحمي جهاز الجنين العصبي. ومن جانبه أكد رئيس اللجنة الصحية للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف عباس الشماسي على تبني اللجنة نشر الوعي الصحي عبر الفرص المتاحة لها من خلال؛ الشراكات المجتمعية بين اللجنة والمستشفيات والمراكز الصحية، ثانيًا؛ تكون مظلة لبعض المشاريع والفعاليات، وأخيراً التنظيم لبعض الفعاليات، إذ صنف هذه الفعالية من الصنف الأول لنشر الثقافة الصحية النوعية للجميع.