عزت صاحبة «دار المنى للنشر» بالسويد منى هنينغ انفتاح العالم العربي على الاهتمام بكتب الأطفال المترجمة إلى اهتمام الأهالي بإيصال المعلومات الأدبية والمعرفية لأطفالهم، بغض النظر عن نوعية الأدب المترجم، وكذلك لم يعد ينظر للكتب المترجمة الغربية على أنها نوع من التغريب، بل على أنها ثقافة على الجميع كباراً وصغاراً الاهتمام بتفاصيلها وفتح نوافذ للمعرفة الحرة بلا قيود. وقالت إن مشاركتها بمعرض الكتاب على مدى ثلاث سنوات جعلها في موقع المسؤولية الثقيلة في استمرارية الإنتاج، فدائماً ما يتساءل زائرو الدار عن الجديد، ودائماً نسعى لتحقيق رغبة القراء، خاصة أن الأهالي هم الذين يبحثون عن المعرفة الثقافية لأطفالهم. وأضافت هنينغ بأن السويد تربت على عرش الأدب العربي لما يقرب من 300 سنة، وظلت تترجم حتى أوائل القرن الماضي، حيث ظهر فنانون كبار يرسمون للأطفال، وبدأت القاصات يكتبن باحترافية لأدب الطفل، ومنهن إلزابسكوف التي كتبت قصة عمرها مائة عام. ثم بدأت حركة الترجمة تنهض وتزدهر في السويد، بسبب استقرارها السلمي، وعدم دخولها بحروب لمدة تزيد على 250 سنة، ما جعل المعلمين أنفسهم يهتمون بتعليم الأطفال، وإنتاج مجموعات قصصية كثيرة، وترجمة القصص من اللغات الأخرى لتسهم بالتعليم في ظل انتشار المدارس والحضانات وروضات الأطفال بكثرة، فكانت القصص تترجم وتوزع مجاناً لتعليم الأطفال، وأبدع الرسامون من خلال الكتب المصورة، مما جعل السويد تعيش نهضة قرائية كبيرة. ومن أبرز القاصات أيضاً الكاتبة «أسترد لينجرن»، والتي وضعت فاصلاً لأدب الأطفال، وألهمت كثيرين ممن اتبعوا نهجها بالكتابة من الأدباء والرسامين، حيث ترجمت مجموعتها القصصية «جنان ذات الجورب الطويل» إلى مائة لغة. وذكرت هنينغ أن ميزة الترجمة بالسويد أن المترجم يكون متفرغا للكتاب الذي بين يديه، و400 صفحة لا تأخذ منه سوى خمسة أشهر، وسلطة النقد قائمة تجاه أي إخفاق.