شهدت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان «حكايا مسك» المقامة حالياً في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابع، لليوم الثالث على التوالي، وتنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك «، حضوراً كبيراً، حيث بلغ عدد الزوار مع نهاية يوم أمس الأول 35081 زائراً من مختلف شرائح المجتمع، وتنوعت زياراتهم بين التسجيل في ورش العمل والندوات المُقامة في الأقسام الإبداعية، وشراء أعمال إبداعية من الشباب والشابات المشاركين في سوق حكايا، وحضور فقرات مسرح حكايا، الذي شهد تفاعلاً مع ما تم عرضه من أفلام، ومسرحية، إضافة إلى فقرة حكايا المرابطين. وعدّ أستاذ الإعلام والكاتب الصحفي الدكتور عبدالله المغلوث في فقرة «حكايا مرابطين» على مسرح حكايا، أن الواجب حتم عليه السفر إلى الحد الجنوبي وتغطية أحداث الحرب الدائرة هناك، مبيناً أن ستة أشهر متواصلة، لم تكف لإظهار جزء من حكايا المرابطين على الحد الجنوبي للمملكة، بل إنها تمثل شهادة على التقصير الكبير بحق المرابطين، وشهادة أخرى بأنهم يقومون بعمل كبير في سبيل الدفاع عن الوطن يحتاج إلى أعوام لرصده، وليس شهوراً. واستحضر المغلوث قصة البطل السعودي عامر الرميح، الذي أصيب في الحد الجنوبي أثناء انتشال جثة أحد الشهداء من زملائه في الحد، مشيراً إلى أن قصة عامر تجمع الكفاح، والشجاعة، والإخلاص للوطن والمجتمع. واستعرض مسرح «حكايا مسك» صوراً لبعض الأبطال في الحد الجنوبي، حيث بدأ بعرض صورة للطيار السعودي حسين القحطاني، وفصول قصته وبداية طريقه للوصول إلى قمة الشجاعة. كما استحضر المغلوث بعض القصص للمرابطين على الحد الجنوبي ومنهم وكيل الرقيب طواشي النجعي، مستدلاً بقصته عندما كان في خيمته بالحد الجنوبي، وسمع أن زملاءه تعرضوا لهجوم، حيث هب لنجدتهم، رغم أن التكتيكات العسكرية تمنع ذلك، لكنه تقدم نحو الموقع وتعرض إلى طلق ناري في كتفه، إلا أنه لم يتوقف، وكان أكثر ما يخشاه أن تمنعه الإصابة من مساعدة وإنقاذ زملائه، أو أن تعيقه عن عدم العودة للميدان. كما قدَّم نموذجا آخر وهو الشهيد عبدالرزاق الملحم، الذي انتهت مهمته في الحد، إلا أنه أصر على العودة إلى زملائه، وتوسل إلى قادته للسماح له بذلك، فكان له ما أراد، فلقي ربه شهيداً من أجل حماية الوطن. وحذَّر المغلوث الحضور من بعض ما يروِّج له الإعلام المعادي من خلال إرسال رسائل كاذبة عن المرابطين بالحد الجنوبي وغيرها من الأكاذيب الأخرى، مشيراً إلى أن تلك الرسائل غير صحيحة، وأن المرابطين بالحد الجنوبي يحققون انتصارات متوالية سيسمع بها البعيد قبل القريب. وأشار في ختام استعراضه ل «حكايا المرابطين» إلى أن أمهات وزوجات المربطين والشهداء في الحد الجنوبي هنَّ من يستحقن التقدير والدعم لهن بسبب تربيتهن لأبناء مخلصين لوطنهم. كما شهد قسم محترف الكتابة في فعاليات «حكايا مسك»، أمس حضوراً متميزاً وتفاعلياً مع عرض مسرحي حمل عنوان «المسؤول والكلمة اللامسؤولة»، والذي تحول إلى حلقة نقاش، إذ طرقت محاورها باب تصنيف المسؤولين والمعايير التي ينبغي توفرها فيهم. وبيّن مستشار وزير التخطيط الدكتور محمد الشهري، خلال جلسة النقاش، أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسؤول والمتضمنة الصبر والشفافية والابتعاد عن الانتقاد والهجوم، إلى جانب الانتباه للكلمات التي تصدر منه بصفته الاعتبارية كمسؤول، داعياً المسؤولين بالتحلي بالصبر حيال الانتقادات التي يواجهونها من أفراد المجتمع، والموازنة بين الشفافية وحقهم في الاحتفاظ بمعلومات قد يؤدي الإفصاح عنها إلى تعطيل سير أعمالهم أو التشويش عليها». في حين صنّفت إحدى صنّاع المحتوى بمواقع التواصل الاجتماعي منى العولي، خلال جلسة النقاش، حياة المسؤولين عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى قسمين أحدهما عام عفوي، والآخر رسمي من منطلق منصبه الذي يشغله. من جهته أكد الإعلامي خالد الدهر، أهمية وسائل الإعلام في احتواء ما يصدر عن المسؤولين من تصريحات غير مسؤولة، لا سيما وأن مثل تلك التصريحات تحدث ردود أفعال واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.