خرج متظاهرون إلى شوارع قندوز شمالي أفغانستان بشكلٍ عفوي بعد غارةٍ جويةٍ لحلف شمال الأطلسي، فيما أعلنت السلطات مقتل 30 مدنياً على الأقل إثر الغارة. وحمل عشراتٌ من أقرباء الضحايا جثامين أطفال ووقفوا أمام مكتب حاكم الولاية المضطربة التي أدى هجومٌ لطالبان فيها إلى مقتل جنديين أمريكيين. وأفاد الناطق باسم السلطة في قندوز، محمود دانيش، بأن «القوات الأفغانية وقوات التحالف نفذت عملية مشتركة ضد متمردي طالبان»، مشيراً إلى مقتل 30 مدنياً وجرح 25 آخرين على الإثر. وأعطى المتحدث باسم الشرطة، محمد الله أكبري، الحصيلة نفسها قائلاً إن أطفالاً بينهم رُضَّع قُتِلوا في الضربة و»كانوا نائمين حين تعرَّض منزلهم لهجومٍ من قِبَل قوات التحالف». ومدينة قندوز تعد مركزاً للولاية. وفي بيانٍ مقتضبٍ على موقع «تويتر»؛ أقرَّ حلف شمال الأطلسي بتنفيذه غاراتٍ على الولاية. وجاء على حسابه أن «الضربات نُفِّذَت في قندوز للدفاع عن قوات حليفة كانت تتعرض للنيران، وكل المزاعم بسقوط مدنيين سيتم التحقيق فيها». ووقعت الغارة على مشارف المدينة في الساعات الأولى من نهار الخميس. وجاءت إثر معارك قُتِلَ فيها جنديان أمريكيان و3 من عناصر القوات الخاصة الأفغانية في عملية ضد حركة طالبان المتمردة. ولم يُعرَف على الفور إن كانت هناك علاقة بين العمليتين اللتين تُظهِران تنامي انعدام الأمن بعدما حاولت «طالبان» الاستيلاء على قندوز الشهر الماضي للمرة الثانية خلال عام. وذكر حلف شمال الأطلسي أن الجنديين الأمريكيين تعرضا إلى إطلاق نار حين كانا يساعدان القوات الأفغانية على «إخلاء موقع لطالبان في إقليم قندوز». وكتب الجنرال جون نيكولسون الذي يقود القوات الأمريكية ومجمل عملية الأطلسي في أفغانستان معزِّياً الأسر «هذه الخسارة تدمي قلوبنا». ومنذ انسحاب غالبية القوات الغربية من الأراضي الأفغانية في نهاية 2014؛ أصبحت عملية حلف الأطلسي «الدعم الحازم» تضم 12 ألف رجلٍ بينهم حوالي 10 آلاف أمريكي مهمتهم تدريب ومساعدة القوات الأفغانية ودعمها في محاربة «طالبان» وتنظيم «داعش» الموجود خصوصاً في شرق البلاد. ويؤكد الحلف باستمرار تقدم القوات الأفغانية التي أصبحت في مواجهة مباشرة مع متمردي طالبان منذ سنتين.