شيعت جموع غفيرة في مقبرة الجبيل، ظهر أمس، جثمان الطالب ناصر الهاجري، بحضور أعداد كبيرة من أهالي وسكان الجبيل وأقارب الطفل وذويه ومسؤولي إدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية، يتقدمهم مدير الخدمات التعليمية سعيد الهاجري، ورؤساء الأقسام والمشرفون التربويون، وإدارة مدرسة جلمودة الابتدائية ومعلمو الطالب. وأدى المصلون في جامع ابن مسعود بالمساندة بالجبيل الصناعية، صلاة الميت على الطالب، وانتقل الجميع إلى حضور الدفن وتقديم واجب العزاء لوالده وذويه وسط حزن تام. وكان الطالب ناصر الهاجري ذو الستة أعوام توفي، أمس الأول، إثر حادث دعس في أحد الشوارع الداخلية بحي جلمودة في الجبيل الصناعية من قبل حافلة مدرسية كانت تقلَّه إلى منزله. وقال المتحدث باسم الهيئة الملكية للجبيل وينبع الدكتور عبدالرحمن العبدالقادر ل «الشرق» إن التحقيق لا يزال جارياً في الحادثة، وعند استكماله ومعرفة ملابساته سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. وبدا مقعد الطالب الهاجري في «الفصل الأول 2» بمدرسة جلمودة الابتدائية التي يدرس فيها خالياً، وعمت حالة من الحزن في المدرسة، ولا تكاد صورته وحضوره يغيب عن زملائه الطلاب ولا عن معلمه الذي أحبه كثيراً. وذكر المعلم في المدرسة أحمد الحنفوش، أن الهاجري رحمه الله كان من أفضل الطلاب خلقاً وتعليماً وتربية، يحب زملاءه كثيراً ويبادلونه نفس الحب، مبيناً أنه حضر في يوم وفاته لابساً الثوب والشماغ الأحمر. أما أحد المعلمين، فوصف الطالب الهاجري بأنه كان كثير الحماس ويمتلئ نشاطاً وحيوية، مشيراً إلى أن مقعده الفارغ في الصف الذي يدرس فيه كان مصدر حزن كبير في نفوس الطلاب والمعلمين، سائلاً الله تعالى له الرحمة والمغفرة، وأن يجعله شفيعاً لوالديه. يذكر أن والد وذوي الطالب الهاجري يستقبلون المعزين حتى اليوم، في منزلهم الكائن بحي جلمودة.