عادت المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون الإثنين إلى وسيلة سبق أثبتت فاعليتها، وهي التنديد بالخطر الذي يمثله خصمها الجمهوري دونالد ترامب في حال أوكل إليه قرار استخدام السلاح النووي، وذلك عدما أثيرت مجدداً قضية بريدها الخاص. وقبل أسبوع من موعد الانتخابات لاختيار خلف لباراك أوباما الثلاثاء المقبل، جاب ترامب الولايات المؤيدة للديموقراطيين، على أمل استغلال القنبلة التي فجرها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي قبل ثلاثة أيام حول مسألة الخادم الخاص الذي استخدمته هيلاري كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية بين 2009 و2013، وهي قضية أغلقت في يوليو غير أنها تعود لتبلبل نهاية الحملة الانتخابية. وقالت كلينتون في سينسيناتي بولاية أوهايو (شمال)، إحدى الولايات الأساسية التي قد تنقلب لصالح الجمهوريين «تصوروه في المكتب البيضاوي، في مواجهة أزمة حقيقية». وتابعت «تصوروه يقحمنا في حرب لأنه استاء من شخص ما. آمل أن يكون ذلك ماثلا في أذهانكم حين تضعون بطاقتكم في صندوق الاقتراع». وما عزز موقعها حصولها على دعم عشرة ضباط سابقين كانوا مكلفين بالإشراف على إطلاق الصواريخ البالستية النووية في حال استخدامها، وقد كتبوا رسالة ضد دونالد ترامب. وقام أحدهم يدعى بروس بلير بتقديمها خلال تجمع انتخابي. وتقلص الفارق بشكل واضح بين المرشحين منذ أسبوعين، لكن يبدو أن إعلان مدير ال «إف بي آي» المفاجئ الجمعة لم يعد خلط الأوراق، وهو ما أظهرته أولى استطلاعات الرأي التي تلته. وكشف تحقيق لشبكة إن بي سي صدرت نتائجه الإثنين أن كلينتون تحظى ب 47% من نوايا الأصوات مقابل 41% لترامب، فيما أظهر استطلاع آخر تم في عطلة نهاية الأسبوع فارقا قدره ثلاث نقاط مئوية. وتبقى الطريق للفوز بالانتخابات في غاية الصعوبة على الملياردير النيويوركي. وتكمن الصعوبة في أن «قاعدته» من الولايات المحافظة ممثلة بعدد من كبار الناخبين أقل من قاعدة منافسته. وقال الخبير السياسي في جامعة فرجينيا لاري ساباتو «يتحتم على دونالد ترامب أن يفوز بولاية زرقاء أو ولايتين زرقاوين، إضافة إلى الفوز بجميع الولايات المتأرجحة غير المحسومة النتائج». ولخص الوضع بالقول «عليه أن يفوز بكل شيء تقريبا». صعّد فريق كلينتون الإثنين هجماته على ما اعتبره تدخلاً من جيمس كومي في الحياة السياسية، مشيراً إلى أنه لم يكن يتحتم عليه إبلاغ الكونجرس بأن محققيه عثروا على رسائل إلكترونية جديدة قد تكون على علاقة بقضية بريد كلينتون الخاص التي أغلقت في يوليو. وأكدت كلينتون «الملف فارغ. إنني واثقة من أنهم سيتوصلون إلى الاستخلاص ذاته الذي توصلوا إليه عندما حللوا رسائلي الإلكترونية العام الماضي». ومضى مدير حملتها أبعد من ذلك، فندد بسلوك من قبل كومي ينم عن «كيل بمكيالين» بصورة فاضحة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «أي بي سي نيوز» وصحيفة «واشنطن بوست» أمس أن المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب تقدم على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بنقطة واحدة للمرة الأولى منذ مايو. وكشف الاستطلاع أيضا عن تراجع كلينتون سبع نقاط لدى شريحة الناخبين المتحمسين جدا لها، وهو ما يعكس على الأرجح تجدد الجدل حول استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي حين كانت وزيرة للخارجية كما قال معد الاستطلاع جاري لانجر. ونال ترامب 46% من الأصوات مقابل 45% لكلينتون، وهي المرة الأولى التي يتقدم فيها على كلينتون في استطلاع للرأي منذ مايو. وأجري الاستطلاع الجديد بين 27 و30 أكتوبر، الفترة التي تشمل إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي في 28 من الشهر نفسه عن وجود رسائل إلكترونية جديدة يمكن أن تقود إلى فتح تحقيق حول طريقة تعاطي كلينتون بمعلومات مصنفة سرية. لكن النتائج تنعكس إلى 46% لمصلحة كلينتون مقابل 45% لترامب، حين يتم جمع نتائج الأيام السبعة الماضية، كما أضاف لانجر موضحاً أنه «أيا كانت النتيجة، فهي متقاربة جداً».