واصلت القوات العراقية تقدمها في اتجاه مدينة الموصل أمس، آخر معاقل تنظيم داعش في شمال البلاد، بهدف التموقع على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية للمدينة، في سياق عملية استعادة السيطرة عليها. وأثناء تقدمها من بلدة برطلة المسيحية باتجاه الضواحي الشرقية للموصل، تعرضت قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات النخبة التي باتت الأقرب إلى مركز الموصل، لهجمات بقذائف الهاون. ونفى الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي دخول قوات مكافحة الإرهاب إلى منطقة الكرامة داخل الموصل. وقال الساعدي «لم ندخل إلى الكرامة، وقواتنا موجودة في قرية قوج علي، ونحن على بعد كيلومترين ونصف الكيلو من الكرامة». وقوج علي هي إحدى القريتين اللتين تشكلان هدفاً لقوات مكافحة الإرهاب، إلى جانب بزوايا التي أعلن الضابط برتية مقدم منتظر الشمري في وقت سابق استعادة السيطرة عليها. وقال الشمري «سيطرنا على بزوايا ومصنع بناء مجاور». وأكد «إذا تم تأمين كل شيء الليلة، فنكون على بعد 700 متر من الموصل». ومن المحورين الشمالي والشرقي، استعادت قوات البشمركة الكردية السيطرة على عدد من القرى من سيطرة الجهاديين وثبتت دفاعاتها. وتواصل قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بمدفعية التحالف الدولي الذي يتخذ من قاعدة القيارة مقراً له، التقدم من المحور الجنوبي تجاه الشمال. واستكملت الشرطة الاتحادية تطهير بلدة الشورة التي استعيدت السيطرة عليها الأحد، بعد حصار دام عشرة أيام. وعلى الرغم من التقدم السريع من الجبهة الجنوبية، فلا تزال المسافة بعيدة لبلوغ مركز الموصل. وأعلنت الحكومة العراقية أن قوات الجيش والشرطة وحدها ستدخل مدينة الموصل. ولا تزال المرحلة الأولى من العمليات التي استعيدت خلالها عشرات القرى من سيطرة تنظيم داعش، مستمرة. ومن المتوقع أن تقوم القوات العراقية في المرحلة المقبلة، بمحاصرة الموصل وفتح ممرات آمنة لأكثر من مليون مدني عالقين في المدينة قبل اقتحامها. وتخوض المنظمات الإنسانية سباقاً مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين الفارين. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من مليون شخص قد ينزحون من الموصل خلال الأسابيع المقبلة. وفر أكثر من 17 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، التي قالت إنه لا يمكنها استيعاب أكثر من 55 ألف شخص. وفقد تنظيم داعش خلال السنة الماضية مساحات واسعة من الأراضي التي احتلها في 2014، والموصل هي المعقل الأخير، وحذر بعض قادة التحالف من أن المعركة فيه ستستغرق أشهراً. وقد تنهي خسارة التنظيم للموصل، التي أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي منها دولته. وتتجه الأنظار بعد الموصل إلى الرقة، المعقل الأكبر للتنظيم في سوريا، والتي تعهد التحالف الدولي بمهاجمتها قريباً.