الصاروخ الباليستي الذي استهدف به الحوثيون الانقلابيون قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، مكةالمكرمة، لا يؤكد فقط أنه عمل إجرامي شنيع يستحق الاستنكار والتنديد، وإنما ما أقدمت عليه جماعة الحوثيين الروافض، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ويدلل بوضوح على فساد عقيدتهم وأنهم ينفذون ما خطط له حاخامات الحوزة الصفوية وحاخامات بني صهيون، في في المنطقة لنشر الفوضى وتأصيل الصراع الطائفي، فإيران بدعم من الغرب وبتخطيط صهيوني، أصبحت العصابة التي تقود الصراع في المنطقة، ولهذا جعلت الأراضي المقدسة والحرمين الشريفين هدفاً مقصوداً، ذلك لأن المشروع الصفوي الصهيوني، قائم على القضاء على طائفة السنة، ونشر التشيع الصفوي، والعمل على تصدير فوضى الثورة الخمينية الشيطانية.. ولكن حقّاً {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. هذا الحدث الفادح يدفعني لتذكيركم بما كتبت في وقت ليس بعيداً، بأحداث لا نحتاج في قراءتها لتنبؤات وتحليلات ذات بعد استقصائي أو تخميني.. «لنبتعد ولو قليلاً عن قراءات كثير من المحللين والمفكرين، في استنتاجاتهم للأحداث وتنبؤاتهم لما سيحدث في المستقبل، وما ستنجم عنه الصراعات القائمة والمتغيرات الفكرية والسياسية في العالم، حتى أنه لفت انتباهي واستفزني أحد العناوين البارزة التي قرأت الأحداث وما ستؤدي إليه نتائجها ليؤكد أن – القادم أفظع- نحن بالفعل نحصد حصاد حروب فوضوية، وعلينا أن نعير كل اهتمام ما وصف به السياسي الصهيوني العجوز هنري كيسنجر الأوضاع في الشرق الأوسط بأنها إرهاصات لحرب عالمية ثالثة، لأن ذلك محتمل نتيجة ما يجري في سوريا والعراق من أحداث استجدت بدخول روسيا والصين الحرب على الإرهاب كطرف فيها، قيل إنه مناوئ للطرف الآخر، أمريكا وحلفائها. الوضع بالفعل يثير القلق، ولابد أن يكون محيراً للمفكرين ومحللي مجريات الأحداث، سواءً تعاطفنا معه أو استنكرناه وشجبناه. وهو بلا أدنى شك محرج بكل مقاييسه لأمريكا التي ادعت الحرب على داعش، والواقع هي على مدى خمس سنوات استنزفت فيها ميزانيات الدول المتحالفة معها، لم تضعف الإرهاب، ولم تنكسر شوكة صانعيه ومن خدعنا بالتحالف معهم في القضاء عليه». كان هناك ما يدعو العرب للتفكير مليّاً حول فحوى الاتفاق الذي تم بين الغرب وإيران لطي قضية ملفها النووي، الذي توّهمنا أنه صراع حقيقي وعدائي بين الغرب وإيران. «تفاصيل الاتفاق والشروط التي تضمنتها بنود الاتفاقية بين إيران والغرب، لتمكين إيران من شراء الأسلحة بقيود جديدة لم يعلن عن تفاصيلها. كان ذلك يعد مؤشراً لاتفاق جديد مع الإيرانيين خططت له الدول الأوروبية مع أمريكا، لتلعب إيران دور الشرطي الأوروبي الجديد في المنطقة، وهو دور لم يعد خافياً عن تفكير أبسط إنسان لا تعنيه السياسة، وقد اتضح هذا الدور خلال العامين الماضيين، الذي أتاح لإيران الخمينية أن تمسك بخيوط كل المؤامرات والأزمات التي تمر بالمنطقة بتدخلها في الأحداث السورية وما يدور في اليمن من صراع، وما آل إليه وضع لبنان كدولة بلا رئيس منذ أكثر من عام، وأعود لسؤال طرحه الكاتب عبدالعزيز السويد: أين كان العرب من كل «ما خطط له»، وكيف تم التخدير السياسي والدبلوماسي طوال مدة «مفاوضات» الملف النووي الإيراني؟ إن البحث عن أسباب الغفلة أو التغافل عن كل هذه التطورات في غاية الضرورة للتخلص منها، فهي مع دبلوماسية وسياسة المجاملة، التي طبعت العلاقات العربية – العربية، وإلى حدٍّ ما العلاقات العربية – الإيرانية، ردحاً طويلاً من الزمن، لتظهر إيران كثور هائج يستخدمه الأمريكي والغربي وتالياً الروسي، في لعبة الصراع الطائفي الجديد.