باتت القوات العراقية أمس قاب قوسين أو أدنى من المحور الشرقي لمدينة الموصل، في وقت عقد وزراء دفاع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن اجتماعا أمس في باريس للبحث في تطورات الهجوم ضد آخر معقل للتنظيم في العراق. واستعاد جهاز مكافحة الإرهاب، قوات النخبة العراقية، السيطرة على مناطق قريبة من الضواحي الشرقية للموصل. وقال قائد الجهاز الفريق عبدالغني الأسدي «تقدمت قواتنا من محورنا 5 إلى 6 كيلومترات باتجاه الموصل». وأضاف متحدثا من بلدة برطلة المسيحية التي تمت استعادة السيطرة عليها «نحن ننسق الآن مع قواتنا في باقي المحاور من أجل شن هجوم منسق». وتواصل قوات البشمركة الكردية من جهتها تقدمها من المحور الشمالي، في حين لا تزال قوات الشرطة الاتحادية التي تتقدم من الجنوب بعيدة نسبياً عن ضواحي الموصل. واستعادت القوات الحكومية العراقية أمس السيطرة على الرطبة في محافظة الأنبار في غرب العراق، بحسب مصادر أمنية ومحلية، بعد هجوم من تنظيم داعش يندرج في إطار محاولات التنظيم المتطرف التخفيف من حدة الهجوم عليها في منطقة الموصل. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إبراهيم المحلاوي إن «قواتنا طهّرت مدينة الرطبة بالكامل الثلاثاء من تنظيم داعش»، مؤكدا «استعادة قواتنا السيطرة بالكامل على الرطبة». من جهته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش في سورياوالعراق إلى «استباق تبعات سقوط الموصل» في شمال العراق، محذراً بصورة خاصة من «عودة المقاتلين الأجانب» إلى بلادهم أو انكفائهم إلى سوريا. وقال هولاند لدى افتتاح اجتماع لوزراء دفاع الدول الرئيسة في التحالف ضد الجهاديين في باريس إن «استعادة (الموصل) ليست هدفا بحد ذاتها. علينا منذ الآن استباق تبعات سقوط الموصل»، آخر معاقل للتنظيم في العراق، مشدداً على التحديات السياسية والإنسانية والأمنية التي يطرحها الهجوم لاستعادة المدينة. وتحدث هولاند عند افتتاح اجتماع في باريس لوزراء دفاع 13 دولة مشاركة في التحالف (يضم 60 دولة)، وبينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا وألمانيا. ويعقد الاجتماع بعد أسبوع على بدء الهجوم الذي يشنه الجيش العراقي والمقاتلون الأكراد بدعم من التحالف على الموصل، ثاني مدن العراق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد منذ يونيو 2014. وقال هولاند «تحالفنا اليوم عند أبواب الموصل، المدينة التي تعد مليوني نسمة، التي سيطر عليها داعش في 2014، وجعل منها عاصمة خلافته المستحيلة». وتابع «التحدي (في عملية استعادة الموصل) هو المستقبل السياسي لهذه المدينة وللمنطقة وللعراق»، مشدداً على ضرورة أن تتمثل «جميع المجموعات الإتنية والدينية» في الإدارة المقبلة للمدينة ذات الغالبية السنية. وقال «التحدي الثاني إنساني. ثمة ما يدعو إلى التخوف من أن يستخدم داعش كل وسائل التحرك التي يملكها، حتى الأكثر وحشية منها، ويؤخر السيطرة على الموصل. هدفنا يجب أن يكون حماية السكان المدنيين، وليس ضربهم مثلما يفعل آخرون في سوريا، لا سيما في حلب»، في إشارة إلى النظام السوري وحليفته روسيا اللذين ينفذان عمليات قصف وغارات جوية كثيفة منذ أسابيع على الأحياء الشرقية المحاصرة من حلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة. ودعا هولاند من جهة أخرى إلى «التنبه حيال عودة المقاتلين الأجانب» في صفوف تنظيم داعش إلى بلدانهم، أو انكفائهم إلى سوريا. وقال هولاند «سيكون هناك أيضاً إرهابيون سيختبئون ويحاولون التوجه إلى الرقة. علينا أن نتعرف عليهم بوضوح. ودعا هولاند وزراء التحالف مرة جديدة إلى العمل على «تحديد مراحل العمليات المقبلة» وخصوصا عملية استعادة الرقة. وقال «إذا سقطت الموصل، ستكون (الرقة) آخر معقل لداعش. علينا التحرك بحيث يتم تدمير داعش واستئصاله في كل الأماكن».