واصلت القوات العراقية والبشمركة الكردية تقدمها من محاور عدة في اتجاه مدينة الموصل أمس. وتواجه هذه القوات مقاومة شرسة من تنظيم داعش على الرغم من تكثيف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضده. ويستخدم عناصر داعش في دفاعهم عن آخر أكبر معاقلهم في العراق، القذائف ورصاص القناصين والهجمات الانتحارية والكمائن. وحاول الجهاديون تحويل الأنظار عن خسائرهم في محيط الموصل، من خلال شن هجمات في مدن أخرى في البلاد، وآخرها بلدة الرطبة في غرب العراق على مقربة من الحدود العراقية الأردنية، بعد الهجوم على كركوك. وأعلن بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، أن «الهجوم الذي طال انتظاره كثيراً الذي تم تنفيذه في 17 أكتوبر، حقق أهدافه». وتواصل قوات عراقية التقدم باتجاه الجبهات والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم كجزء من المرحلة الأولى من الهجوم الذي يهدف إلى استعادة الموصل والمناطق المحيطة بها. ومن الجانب الشرقي لمدينة الموصل، تخوض القوات الاتحادية معارك في بلدة قرقوش، أكبر بلدة مسيحية في البلاد، التي فر سكانها قبل سنتين مع وصول التنظيم إليها. واقتحمت قوات الجيش مدينة قرقوش قبل ثلاثة أيام، لكن القوة المدرعة التي انتشرت في شوارعها تتعرض لقصف من داخل أحيائها. وحققت قوات الشرطة الاتحادية نجاحاً من المحور الجنوبي في اتجاه الموصل، وتقدمت سريعاً من خلال السيطرة على قرية بعد أخرى وتواصل تقدمها شمالاً بمحاذاة نهر دجلة. ومن المحور الشمال الشرقي، أحكمت قوات البشمركة طوقاً على بلدة بعشيقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وأعلنت تركيا التي تنشر قوات في قاعدة عسكرية قرب بعشيقة، تنفيذها قصفاً مدفعيّاً على مواقع الجهاديين بناء على طلب قوات البشمركة. إلا أن السلطات العراقية نفت مشاركة تركيا في عملية الموصل. وتطالب الحكومة العراقيةتركيا بالانسحاب من العراق. من جهتها، أفادت أوساط وزير الدفاع الفرنسي أمس أن «بضع مئات» من مسلحي داعش وصلوا في الأيام الأخيرة إلى الموصل آتين من سوريا. وأوضح المصدر «ما لاحظناه حالياً هو انتقال مقاتلين من سوريا إلى العراق وليس العكس» متحدثاً عن «بضع مئات من المقاتلين» تحركوا في الأيام الأخيرة. واعتبر المصدر أن «هناك احتمالاً لسيناريو يحاول فيه داعش المقاومة قدر الإمكان» للحملة العسكرية على الموصل. ويجتمع 13 وزير دفاع من الدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، اليوم في باريس لبحث الحملة العسكرية لتحرير الموصل والسيناريوهات قبل طرد داعش منها وبعده. وقال المصدر الفرنسي «لا نعرف كيف سيردّ داعش. هناك فرضيات عديدة من محاولة الفرار للانتشار في أماكن أخرى، إلى المواجهة حتى الموت في الموصل للتسبب في أقصى ما يمكن من خسائر للقوات العراقية». وتشير تقديرات غربية إلى وجود ما بين خمسة آلاف وستة آلاف مسلح جهادي في الموصل. كما سيبحث اجتماع اليوم في باريس النزاع السوري. وقال المقربون من وزير الدفاع الفرنسي «يجب الحد من مخاطر فرار جماعي من الموصل إلى الرقة» معقل التنظيم في سوريا. وتؤكد فرنسا على ضرورة التحضير لتحرير الرقة بعد الموصل. وبدأ تنظيم داعش خلال الأشهر القليلة الماضية تغيير مواقعه إلى أماكن أخرى من أجل تجنب خسائر كبيرة في صفوفه مع تأكد الاستعدادات لبدء عملية الموصل، حسبما أفاد مسؤول أمريكي. وأوضح المسؤول للصحافيين خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى العراق في نهاية الأسبوع «قاموا بعمل حثيث في التحضير للدفاع عن المدينة». ويقول المسؤول إن استراتيجية التنظيم تبدو بأنها اعتماد على إخلاء المساحات غير الضرورية حول الموصل مقابل إيقاع ضحايا بين قوات الحكومة الاتحادية والبشمركة. وأعلنت الأممالمتحدة أمس أنها مستعدة لإيواء نحو 150 ألف نازح محتمل جراء العملية العسكرية في الموصل، مؤكدة أن 7500 شخص فقط حتى الآن غادروا مناطق مجاورة للمدينة. وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة فيليبو غراندي خلال مؤتمر صحافي في عمان إن «المفوضية سيكون لديها خلال يومين أو ثلاثة 30 ألف خيمة تكفي 150 ألف نازح» قد يفرون من الموصل.