أعلنت القيادة العسكرية العراقية اليوم (الخميس) استعادة السيطرة على بلدة برطلة، ذات الغالبية المسيحية والواقعة جنوب شرقي الموصل، من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وذلك بعد معارك شرسة. وقال قائد «جهاز مكافحة الإرهاب» الفريق الركن طالب شغاتي «أعلن لأهالي برطلة والموصل السيطرة الكاملة على الناحية»، وأضاف أن «أهاليها ومساكنها وكنائسها وجميع مرافقها تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب (.....) القوات العراقية البطلة بذلت جهداً كبيراً لطرد داعش»، وتابع «الآن برطلة تعتبر خطاً دفاعياً أساسياً أمام تقدم قواتنا، لهذا نبشر أهالي الموصل أننا قادمون لتحرير المدينة وضواحيها». وكان الفريق عبد الوهاب الساعدي قال في وقت سابق، إن قوات مكافحة الإرهاب شنت هجوماً لاستعادة السيطرة على ناحية برطلة التي تبعد 15 كيلومتراً من حدود مركز مدينة الموصل التي شهدت مقاومة شرسة من قبل مقاتلي التنظيم. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن اليوم أن القوات العراقية تتقدم «بأسرع مما هو متوقع» في معركة استعادة الموصل، فيما حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من فرار متطرفين إلى الرقة، معقل التنظيم في سورية. وقال العبادي عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني مدن العراق، إن القوات العراقية «تتقدم بأسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له» في اتجاه الموصل. من جهته، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي يرأس الاجتماع مع نظيره الفرنسي جان-مارك إرولت خلال مؤتمر صحافي «لاحظنا أننا نتقدم أسرع مما هو متوقع بفضل التعبئة والمعنويات العالية جداً لقواتنا المسلحة»، وأضاف الجعفري «سيكون من الخطأ الاعتقاد أن الحرب ضد داعش ستنتهي حين تنتهي معركة الموصل» مؤكداً أن «كل دول العالم مهددة». بدوره قال هولاند إن «معركة الموصل حاسمة لأنها تضرب داعش في صميم معقلها». وحضرت حوالى 20 دولة ومنظمة بينها الولاياتالمتحدة وتركيا وإيران ودول الخليج العربي والأوروبيون. ويعقد الاجتماع قبل أيام من لقاء في باريس أيضاً سيضم أبرز وزراء الدفاع في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم «داعش»، لمناقشة ظروف معركة الموصل. وحذر الرئيس الفرنسي من فرار المتطرفين من الموصل إلى الرقة في سورية، خلال الهجوم العراقي المدعوم من التحالف الدولي لدحر التنظيم. وقال هولاند «علينا أن نتحرك على أفضل وجه على صعيد ملاحقة الإرهابيين الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول إلى الرقة»، مضيفاً «لا يمكن أن نقبل باختفاء الذين كانوا في الموصل». ولتجنب أن يسعى المتطرفون إلى الفرار عبر الاختلاط بالسكان المحليين النازحين من الموصل بسبب المعارك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن «عمليات مراقبة قبل استقبال الأشخاص النازحين في مراكز الاستقبال. ستكون هناك نقاط مراقبة». ودعت «منظمة العمل ضد الجوع» غير الحكومية إلى أن تكون إجراءات التحقق هذه «عادلة ومتماسكة وشفافة وتحفظ كرامة الأفراد». وشددت فرنسا أيضاً على حماية السكان المدنيين. وقال هولاند «يجب بذل كل الجهود لتأمين حماية المدنيين المعرضين للخطر اليوم في مناطق القتال والذين يستخدمهم تنظيم الدولة الإسلامية دروعاً بشرية. يجب أن نتصرف بإذن صريح من الحكومة العراقية وفي إطار الاحترام التام لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي». وأكد رئيس الوزراء العراقي من جهته، أن «حربنا في الموصل هي حرب عراقية من أجل العراقيين، من أجل الدفاع عن الأراضي العراقية».