بدأت القوات العراقية بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة عملية أمس لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل آخر معقل كبير للتنظيم المتشدد في العراق. وحلقت طائرات هليكوبتر وأطلقت النار وسُمع دوي انفجارات عند الجبهة الشرقية من المدينة حيث تحرك مقاتلون أكراد للسيطرة على قرى نائية. والهجوم على الموصل الواقعة في شمال العراق هو أكبر عملية يشنها الجيش العراقي منذ أن انسحبت القوات الأمريكية من البلاد في عام 2011 وتوقعت الولاياتالمتحدة أن ينهزم التنظيم. ومن المتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من متشددي داعش من الموصل. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة عبر التلفزيون الرسمي أمس «أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش». وأضاف العبادي وحوله كبار قادة القوات المسلحة «يا أبناء شعبنا العزيز يا أبناء محافظة نينوى الأحبة لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل». ويدعم الهجوم على الموصل التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وقد يكون واحداً من أكبر العمليات العسكرية في العراق منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين في 2003. وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي ستيفن تاونسند قائد قوات التحالف المناهض لتنظيم داعش في بيان «هذه العملية التي تستهدف استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية ستستمر أسابيع على الأرجح وربما أكثر». والموصل أكبر مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش وهي آخر معقل رئيس له في العراق. وقال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في بيان إن «هذه لحظة حاسمة في الحملة لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش». وإذا سقطت الموصل ستكون مدينة الرقة السورية أكبر معقل للتنظيم المتشدد. وقالت القيادة العسكرية لأكراد العراق إن 4000 من قوات البشمركة سيشاركون في العملية لتحرير عدة قرى من قبضة التنظيم على الجبهة الشرقية في هجوم منسق مع تقدم وحدات من الجيش العراقي من الجبهة الجنوبية. وفي أول بيان عن عمليات الموصل قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي «قواتنا تدمر الخطوط الدفاعية لعصابات داعش الإرهابية وتتقدم بكل ثبات باتجاه أهدافها المرسومة». وأضاف البيان «طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي يواصلان ضرباتهما الدقيقة على كافة مقرات داعش ومعسكراته». من جهتها، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس إن ما يصل إلى مائة ألف عراقي قد يتوجهون إلى سوريا وتركيا هرباً من عملية عسكرية عراقية تهدف لانتزاع السيطرة على مدينة الموصل الشمالية من تنظيم داعش. وأطلقت المفوضية نداء لتقديم 61 مليون دولار لتوفير خيام ومخيمات وأفران للنازحين داخل العراق واللاجئين الجدد الذين يحتاجون للمأوى في الدولتين المجاورتين له. ويصل بذلك إجمالي مطالبات المفوضية للتعامل مع الأزمة إلى 196 مليون دولار. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي مثل المفوضية مقرها جنيف إن جميع المدنيين الذين يفرون من ديارهم «يجب أن يحظوا بالحماية وأن توفر لهم ممرات آمنة». وقالت اللجنة على حسابها على تويتر إن فرق الصليب الأحمر تعمل بالقرب من الموصل لمساعدة 270 ألف شخص بتقديم مساعدات غذائية ومساعدات طارئة أخرى. وقالت المفوضية «تخشى مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن تتسبب الأحداث في الموصل في فرار ما يصل إلى 100 ألف عراقي صوب سوريا وتركيا. تجرى خطط الاستعداد في سوريا لاستقبال ما يصل إلى 90 ألف لاجئ عراقي».