أنهت روسيا هدنتها في حلب وعاد الطيران الحربي الروسي والأسدي شن غاراته الجوية المكثفة والعنيفة على أحياء حلب ومدن وبلدات الريف الحلبي خاصة في الريف الغربي، حيث أدت الغارات لسقوط جرحى بين المدنيين. واندلعت اشتباكات عنيفة في عدة أحياء بمدينة حلب أمس بعد محاولة قوات الأسد والميليشيات الطائفية التقدم على أكثر من جبهة في المدينة وريفها، وقالت شبكة شام الإخبارية إن الثوار تصدوا للهجمات على جبهات صلاح الدين والعامرية، كما صد الثوار أيضاً محاولة تقدم جنوب حلب في منطقة عزيزة تمكنوا فيها من قتل وجرح عديد من عناصر الأسد. وقال مركز حلب الإعلامي إن الطيران الحربي الروسي استهدف بالقنابل العنقودية منطقة شاميكو وبلدة كفرتعال في ريف حلب الغربي عصر أمس. اشتدت حدة الاشتباكات البرية والقصف الذي تواصل يوم أمس على الخطوط الأمامية بين الأجزاء التي يسيطر عليها النظام وتلك الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. من جهته، قال القيادي في جيش الفتح «أبو عدي علوش» إن ساعات قليلة تفصل الثوار داخل مدينة حلب والفصائل المقاتلة من خارج المدينة لبدء معركة فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. وأضاف علوش أنّ الميليشيات الطائفية والطائرات الروسية لن تفلح في صد ما وصفه ب «الطوفان القادم» متوعداً جيش النظام وحلفاءه من الميليشيات الأجنبية الطائفية بمعركة لم يشهدوا مثلها من قبل. وفرضت قوات النظام حصاراً على الأحياء الشرقية من مدينة حلب بعد تمكنها من استرجاع الكليات العسكرية، فيما تسعى الفصائل العاملة داخل حلب وخارجها إلى فك الحصار مجدداً عن المدينة من خلال معركة كبيرة يتم التحضير لها، فيما عززت قوات النظام وجودها على الجبهات العسكرية شمال شرق مدينة حلب وفي الشمال الغربي، فيما يبدو أنها معركة كبرى ينتظرها كلا الطرفين. وفي حماة شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية استهدفت مدن صوران وطيبة الإمام ولطمين في الريف الشمالي دون تسجيل أي إصابات، ورد الثوار باستهداف معاقل الأسد في مدينة محردة بقذائف الهاون والمدفعية. وفي ريف حمص شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدن الرستن وتلبيسة وبلدات تلذهب وكفرلاها والطيبة في الريف الشمالي ترافقت مع قصف مدفعي وأدت لسقوط جرحى بين المدنيين. من جهة أخرى، استهدفت المدفعية المتمركزة في ريف اللاذقية أمس، مخيمات النازحين في ريف إدلب الغربي والواقعة بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، متسببة في أضرار كبيرة وإصابات في صفوف العائلات القاطنة للمخيمات. وقال ناشطون إن عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة مصدرها مواقع قوات الأسد في جبل التركمان، انهالت على منطقة الحمبوشية القريبة من بداما في ريف إدلب الغربي، حيث تنتشر عديد من المخيمات للنازحين من ريف اللاذقية وإدلب، سقطت القذائف على مخيمات خرماش والوفاء، متسببة في جرح أكثر من ستة من النساء والأطفال، وتضرر المخيم بشكل كبير. وتسبب القصف الذي تواصل أمس في حالة هلع ورعب كبيرة في المنطقة، التي تغص بمئات العائلات النازحة والهاربة من جحيم القصف، حيث تعرضت أماكن إقامتها في أوبين ومناطق عدة للقصف المتكرر، مما أجبرها على النزوح لمناطق أخرى في ريف إدلب، ليعاود جنود الأسد استهداف مخيماتهم الجديدة بالقذائف والصواريخ. وتواجه مخيمات النزوح في الريف الغربي لإدلب مشقات كبيرة في تأمين سبل الحياة، لاسيما مياه الشرب والغذاء، بعد عزوف المنظمات الإنسانية عن دعم هذه المخيمات، واقتراب فصل الشتاء.