عرف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بين عارفيه ومتابعيه بالذكاء المتقد، والذاكرة القوية، والعبقرية التي تتجلى في قدرته العجيبة على قيادة أهم وزارات الدولة «الدفاع» وهو في سن الشباب. ما لفت انتباهي عند تتبعي سيرة هذا الأمير الشاب هو إبداء كثير من قيادات العالم ورؤسائه إعجابهم الشديد بسيرته المفعمة بالحيوية والنشاط، فهذا رئيس أكبر دولة في العالم «باراك أوباما» يقابل عشرات من الشخصيات الدبلوماسية ولكنَّ قليلاً منهم من يحظى بلفت انتباهه، والأمير محمد بن سلمان كان أحد هؤلاء القلائل الذين اختطفوا إعجاب الرئيس الأمريكي، فقال عنه: لمحت في الأمير محمد الذكاء المتقد وسعة الاطلاع والمعرفة. كما يعجبني في شخصية الأمير محمد بن سلمان طموحه اللامتناهي، ووطنيته التي تفيض بالعمل الدؤوب والنشاط المستمر تجاه دعائم التنمية ومقومات الازدهار، فهو يملك رغبة ملحة وإرادة لا تعرف المستحيل في تحقيق الرؤية الوطنية التي رسم ملامحها لمستقبل المملكة العربية السعودية، كما أنه يحظى باحترافية مدهشة في إدارة المهام التي توكل إليه بكل جدارة واقتدار. أهم ما يميز القائد الحقيقي هو قدرته على التأثير على من حوله، وأعتقد أن الأمير محمد يمتلك هذه الميزة بالفطرة والغريزة المبكرة، فقد عرفت عنه في طفولته المبكرة، فأستاذه أحمد الزهراني يتذكر عندما كان معلمه في المرحلة الابتدائية قائلاً: إنه كان نابغة، يحمل سمات القائد، ولديه القدرة العجيبة في التأثير على الطلاب، وكان المدرسون يلجأون إليه أحياناً لإقناع الطلاب بضرورة المشاركة في بعض الفعاليات والأنشطة، وكان ينجح في مهمته أيما نجاح. إذا تحدثنا عن عبقرية الأمير محمد بن سلمان، فلا غرو، فقد تربى في مدرسة والده القائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وهو المعروف طيلة الستين عاماً التي قضاها في خدمة البلاد والعباد بالحنكة السديدة والسياسة الرفيعة والإدارة الحكيمة، ولا عجب أن ينتهل من هذا النبع الذي لا ينضب. ومما يميز الأمير محمد بن سلمان عشقه للتميز والريادة، فقد تخرج في الثانوية العامة وهو من العشرة الأوائل على مستوى المملكة، وعندما تخرج في الجامعة كان من أبرز الطلاب في الدراسة والبحث في مجال القانون بعد حصوله على المركز الثاني على الدفعة، وهنا يتجلى شغفه الصارم بالمراكز المتقدمة كسمة أساسية في شخصيته. لقد أشاد العالم وخبراء الاقتصاد ووسائل الإعلام في الشرق والغرب بالرؤية التي تقدم بها الأمير محمد بن سلمان لمستقبل المملكة، وقد أشادت شبكة السي إن بي سي الأمريكية بهذه الرؤية ووصفته بأنه الأمير الذي يحاول تغيير العالم، ولقد أجمعت التقارير الإعلامية الغربية على الإشادة بالنظرة المستقبلية الرائدة للأمير محمد بن سلمان التي يأمل من خلالها أن تساهم في إنهاء أزمة اعتماد الاقتصاد السعودي على عائدات النفط. كما أجرت قنوات بلومبيرج الاقتصادية الشهيرة حواراً مطولاً مع الأمير محمد بن سلمان استغرق ما يقارب خمس ساعات، شرح فيها الرؤية السعودية للمستقبل، كما تعرض سموه لعديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي تهم المنطقة. ولقد اعترفت قناة السي إن بي سي بذهولها وانبهارها بما يمتلكه الأمير الشاب من ذكاء ومن رؤية استشرافية رائدة رغم أنه لم يتجاوز العقد الثالث من عمره، وتقوم الخطة الاقتصادية التي طرحها محمد بن سلمان على إنشاء أكبر صندوق استثمارات في العالم تفوق ميزانيته تريليوني مليار، إضافة إلى تحويل شركة أرامكو إلى أكبر تكتل صناعي في العالم وهي الرؤية التي قالت عنها القناة إنها أكبر دليل على نضج الأمير وذكائه ولباقته وسعة أفقه. يحق لشباب المملكة العربية السعودية الفخر بأن قيادة هذا البلد المبارك تحظى بهذه القيادات الشابة الطموحة لا سيما أن الأمير محمد بن سلمان هو أصغر وزير دفاع في العالم، ولديه كل هذه السمات والمؤهلات، نسأل الله تعالى أن يحفظه ذخراً للوطن.