شهدت مدينة حلب وريفها هدوءا نسبيا أمس ولم تتعرض أي منطقة للقصف من قبل الطيران الروسي أو الأسدي، سوى بلدة حور غرب حلب التي تعرضت لغارة جوية، فيما تعرضت مدينة حريتان شمال حلب لقصف مدفعي، بينما جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على جبهة مشروع 1070 شقة غرب حلب تمكن فيها الثوار من استعادة السيطرة على كامل المشروع. وأعلنت كبرى الفصائل المقاتلة في حلب وريفها رفضها التام للمقترح الروسي القاضي بإخراج بعض الفصائل من الأحياء المحررة والمحاصرة في مدينة حلب، متوعدين النظام وحلفاءه بالرد الفعلي على المقترح، الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي مستورا، وحظي بدعم روسيا. المقدم محمد جمعة بكور (أبو بكر) قائد جيش المجاهدين، اعتبر أن خروج الثوار من مدينة حلب، «أمر غير ممكن» مؤكداً أن الثوار الموجودين في الأحياء في مدينة حلب، هم موجودون للدفاع عن «الأعراض وأرض حلب»، داعياً من يطالب بخروج «الثوار» من حلب، بأن يطالبوا بخروج الميليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان وكذلك «القوات الغازية» من إيرانوروسيا، الذين أتوا ل «غزو واحتلال سوريا». و قال أبو بكر، في تصريحات خاصة لشبكة شام الإخبارية، إنهم سيدافعون عن حلب حتى «آخر رجل فينا»، متوعداً في القريب بتحرير حلب وليس فك الحصار فقط، كما وجه رسالة إلى المدنيين المحاصرين في مدينة حلب بأن لا يلقوا أي اهتمام للطروحات المقدمة من المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي مستورا، و كذلك من يصفون ب «أصدقاء الشعب السوري». وقال براء الشامي، المتحدث الرسمي بمكتب العلاقات وعضو الدائرة السياسية في «الجبهة الشامية»، إن «موقفنا واضح من الروس حلفاء الأسد فهم جزء من المشكلة»، معتبراً أن الهدنة المؤقتة التي أعلنتها روسيا، يوم الثلاثاء، تمت بشكل منفرد من قبلها (روسيا)، ولم تكن الفصائل السورية ضمنه. واستطرد الشامي، في تصريحه لشبكة شام الإخبارية، بالقول إن إيقاف إطلاق النار بضع ساعات مقارنة مع «الإبادة الجماعية» التي يتعرض لها الشعب الأعزل بمدينة حلب المحاصرة من قبل الطيران الروسي بكافة الأسلحة ومنها المحرم دوليا لا يعتبر إلا «سذاجة» في الطرح «ومقايضة بمصالح دنيئة بأرواح بريئة وتأجيل الموت لهم لبضع ساعات وسط تخاذل دولي»، وفق قوله. وكان المتحدث باسم جبهة «فتح الشام» حسام الشافعي، قال في تصريحات لشبكة شام، إن الاقتراح الروسي لإخراج الجبهة من حلب لا يمثل سوى مقطع صغير من الصورة الكاملة، وإن أي استسلام أو ضعف أمام «العدو سيجعله يطمع في المزيد»، معلناً الرفض التام للمقترح، محدداً الخيارات ب «لن نسلم أهلنا»، و «لن نخون دماءهم» و «سنكمل جهادنا حتى إسقاط النظام»، مكرراً رفض أي طرح يحول دون ذلك. وأكد الشافعي أن روسيا أرغمت المجتمع الدولي على الرضوخ للواقع الذي فرضته المتمثل في «لا توقف عن القصف ولا تنازل عن الأسد»، مستشهداً بتعطيل روسيا مجلس الأمن بالفيتو، ومن ثم إجبار الأممالمتحدة للعمل والتسويق للمقترح الروسي كما فعل ديمستورا (المبعوث الأممي إلى سوريا) مؤخراً بخصوص إيقاف القصف عن حلب، «فتركوا السفاح وذهبوا للضحية يساومونها للرضوخ والخنوع والاستسلام». وأشار المتحدث باسم «فتح الشام» إلى أن روسيا تنظر لجميع الفصائل بعين واحدة، كل من قال «لا» لبشار الأسد فهو «إرهابي» سواء كان مدنياً أو مسلحاً، و اختارت طريقها وأعلنت عنه وتمسكت به بكل وضوح، الأمر (والكلام للشافعي) الذي يلزم قوى الثورة أن تقابل ذاك بوحدة الصف والقرار، ورفض كافة التقسيمات والتصنيفات التي يروج لها العدو. وطالب الشافعي بوجوب العودة لخيار الثورة الأول «إسقاط النظام بالقوة».