ارتكبت طائرات الأسد وروسيا مجازر مروعة في مدينة حلب وريفها أمس، راح ضحيتها أكثر 50 شهيداً وعشرات الجرحى، وقالت شبكة شام الإخبارية إن المجزرة الأولى وقعت في حي المرجة والتي راح ضحيتها أكثر من 14 شهيداً بينهم 8 أطفال وعشرات الجرحى جراء غارات جوية من الطائرات الروسية بالقنابل الارتجاجية ذات القوة التدميرية الكبيرة، ووقعت المجزرة الأكبر والثانية في قرية عويجل غرب حلب راح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم أفراد من الدفاع المدني وإعلاميين وتم تدمير أكثر من 10 منازل فوق رؤوس ساكنيها بفعل القنابل الارتجاجية، استهدف الطيران الحربي الروسي بعدة غارات، بلدة عويجل بريف حلب الغربي، خلف العشرات من الشهداء والجرحى، وسط استمرار عمليات القصف على البلدة. والمجزرة الثالثة سقط فيها 5 شهداء في بلدة كفرناها غرب حلب جراء ذات القنابل المدمرة بينهم مختار البلدة، كما واصلت ذات الطائرات الروسية والأسدية غاراتها على أحياء ومدن وبلدات حلب مخلفة عدداً إضافياً من الشهداء والجرحى. وندَّد الاتحاد الأوروبي أمس، بالضربات الجوية السورية والروسية على أجزاء تسيطر عليها المعارضة في حلب وخص موسكو بالانتقاد لاستهدافها المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية. وجاء في بيان وافقت عليه حكومات الاتحاد الثماني والعشرين «شدة ونطاق القصف الجوي على شرق حلب غير متناسب بشكل واضح منذ بداية الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه لا سيما روسيا». واتفق وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج على أن «الاستهداف متعمد للمستشفيات والأطقم الطبية والمدارس والبنية الأساسية الحيوية وكذلك استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية. وسعت بريطانياوفرنسا لإقناع الاتحاد الأوروبي بإدانة الحملة الجوية الروسية المدمرة في سوريا وتمهيد الطريق لفرض مزيد من العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن محاولتهما قوبلت بمعارضة من حلفاء قلقين من إغضاب موسكو. وبعد فشل جهود دبلوماسية قادتها الولاياتالمتحدة في مطلع الأسبوع في تحقيق انفراجة اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج للدعوة لإنهاء قصف أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية، حيث يعيش نحو 275 ألف شخص تحت الحصار والإسراع بتوصيل مساعدات إنسانية للمدينة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت «الضغط (على روسيا) يجب أن يكون قوياً، وكلما أظهر الاتحاد الأوروبي موقفاً موحداً وتصميماً تمكنَّا من المضي قدماً فيما يُعد التزاماً أخلاقياً وهو وقف مذابح السكان في حلب». لكن الاتحاد منقسم بشأن استراتيجية التعامل مع روسيا أكبر مورد للطاقة له وهناك خلافات بشأن مدى انتقاد موسكو وما إذا كان هناك ما يدعو لفرض عقوبات على الروس. وتريد بريطانياوفرنسا فرض حظر سفر على 20 سورياً آخرين وتجميد أصولهم للاشتباه في أنهم يوجهون هجمات على مدنيين في حلب لتُضاف أسماؤهم إلى قائمة يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بالفعل وإلى حظر توريد النفط والسلاح لسوريا. وقال دبلوماسيون إن باريس ولندن أثارتا كذلك احتمال فرض عقوبات على روس لهم دور في الصراع الدائر في سوريا لتضاف أسماؤهم إلى قائمة للاتحاد الأوروبي تضم 208 أشخاص و69 شركة تشمل أيضا ثلاثة إيرانيين. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أجرى محادثات مع نظيره الأمريكي جون كيري الأحد إن قصف روسيا لحلب «عار على الإنسانية» ووصف روسيا بأنها من يحرك الحكومة السورية. وتقول بريطانياوالولاياتالمتحدة إنهما تبحثان فرض عقوبات إضافية على الأسد ومن يدعمونه دون ذكر روسيا بالاسم. وقال خوسيه مانويل جارثيا مارجايو القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني إن بلاده التي رعت مع فرنسا مشروع قرار في الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار استخدم الكرملين حق النقض (الفيتو) ضده هذا الشهرستدعم العقوبات الروسية إذا ساعدت في «تقريب موقف روسيا من موقفنا». وسيبحث زعماء الاتحاد الأوروبي مسألة روسيا واحتمال فرض عقوبات جديدة عليها خلال قمة في بروكسل، لكن أقرب حلفاء روسيا داخل الاتحاد مثل اليونان وقبرص والمجر يعارضون ذلك.