أفاد مسؤولٌ في «الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد» بأن برنامج الوزارة المختص ب «تحصين الأبناء من الانحرافات الفكرية» سيمتد إلى مختلف المناطق، مؤكداً أهمية تحصين أفراد المجتمع ضد الانحرافات، ومشيراً إلى مسؤولية الجميع في ذلك كلٌّ بحسب مجاله وتخصصه. واعتبر الشيخ أحمد الفارس، وهو مدير الإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية في الوزارة، أنه «لا ينبغي أن تشغلنا الأحداث السياسية وتحليلاتها وتداول الشائعات في ذلك، أو التجاذبات الفكرية وجلد الذات، عن الأساس؛ وهو تحصين الجبهة الداخلية عقديّاً وفكريّاً بتأصيل وترسيخ العقيدة وإعلاء شأنها وتقوية الإيمان والثقة بالله، والعمل الجاد والمثمر على تحقيق الأمن الفكري بتعزيز منهج الوسطية والاعتدال الذي هو سمة الشريعة الإسلامية والمنهج الحق القويم الذي قامت عليه هذه البلاد ومصدر قوتها وعزها». وشدد في تصريحاتٍ له أمس «بترسيخ الوسطية تجتمع الكلمة وتتآلف القلوب، ويُعالَج الغلو والانحراف، وتتحقق مصالح الدين والدنيا، فالله أمرنا بالاعتصام بدينه، والاجتماع عليه، ونهانا عن التنازع والتفرق». ولفت الفارس إلى صدور توجيهاتٍ من الوزير الشيخ صالح آل الشيخ وبمتابعةٍ من نائبه لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، الدكتور توفيق السديري، تؤكد إعطاء الأولوية لتعزيز الوسطية سواءً في برامج الوزارة التي تقدمها لمنسوبيها من دعاة وخطباء وأئمة أو فيما يُنفَّذ من برامج موجَّهة للمجتمع. ومنذ بدء العام الدراسي الجاري؛ شرعت «الشؤون الإسلامية» في تنفيذ برنامجها المختص بتعزيز رسالة الأسرة في تحصين الأبناء ضد الانحرافات الفكرية. وأكد الفارس «بدأ تنفيذ البرنامج في كلٍّ من جازان والجوف والقصيم وعسير والمنطقة الشرقية، ويجري العمل على استكمال تنفيذه في باقي مناطق المملكة عبر فروع الوزارة»، مبيِّناً أن «البرنامج عبارة عن ندوات وأنشطة تقام في الجوامع الكبيرة ويشارك فيها نخبة من المتخصصين في المجال الشرعي والاجتماعي والنفسي ممن لديهم إلمام بقضايا الأمن الفكري بهدف توعية الشباب وتقديم المشورة لأرباب الأسر تجاه تحصين الأبناء من الانحرافات الفكرية، والفكر الضال». ونبَّه الفارس إلى أهمية دور الأسرة، كونها الدائرة الأقرب لاحتواء الأبناء ومعرفة ميولهم واحتياجاتهم وما يؤثر فيهم؛ ولمسؤوليتها عن حمايتهم من التأثر بالأفكار المنحرفة «في ظل فوضى الإعلام الجديد وحجم الاستهداف لعقيدتنا ووحدتنا وأمننا». ووفقاً له؛ اشتمل برنامج تعزيز رسالة الأسرة على عديدٍ من المواضيع التي تخدم أهدافه، ومنها مسؤولية الأسرة في تحقيق أمن المجتمع وتعزيز المواطنة، وأسباب ومظاهر الانحرافات الفكرية لدى الشباب وسبل الوقاية منها، فضلاً عن الوسطية وأثرها في حماية الأبناء من الفكر الضال، والتوعية تجاه مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للفكر الضال، وسمات هذا الفكر وكيفية الوقاية منه، ومؤشرات انحراف الأبناء وسبل معالجتها. ويتطرق البرنامج إلى أساليب جماعات الغلو في اختطاف الأبناء فكريّاً، ومفهوم ووسائل الإرهاب الإلكتروني وسبل مكافحته. وتنسِّق «الشؤون الإسلامية» مع المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم للمشاركة في الفعاليات وعرض ما لديهم من برامج وخطط في هذا الشأن.