يواجه الحزب الحاكم في جمهورية الجبل الأسود اختباراً صعباً في انتخابات عامة جرت أمس حيث يأمل أن تطغى وعوده الانتخابية بضم الجبل الأسود إلى حلف شمال الأطلسي وتقريبها من الاتحاد الأوروبي على اتهامات المعارضة بالفساد. ويطرح رئيس الوزراء ميلو ديوكانوفيتش (54 عاماً) الانتخابات على أنها خيار بين استمرار الاندماج في الغرب بقيادة حزب الاشتراكيين الديمقراطي أو التحول إلى «مستعمرة روسية» في ظل المعارضة. لكن المعارضة تقول إن اتهاماته المعتادة بتلقيها تمويلاً من موسكو غير صحيحة وإنها ستار لتغطية ثقافة المحسوبية والجريمة المنظمة التي سمح ديوكانوفيتش بانتعاشها على مدى ربع قرن من هيمنته على البلاد. وكان حلف شمال الأطلسي دعا الجبل الأسود الواقعة في منطقة البلقان ويبلغ عدد سكانها 620 ألف نسمة للانضمام إليه العام الماضي ويرجع ذلك نوعاً ما إلى القلق من نفوذ روسيا في تلك الجمهورية التي لها علاقات ثقافية وتجارية قوية مع موسكو حليفتها الأرثوذكسية التقليدية. وقال مؤيدون لهذه الخطوة إنها ستحقق المزيد من الأمن والرخاء. لكن الأمر ما زال سبباً للانقسام خاصة أن حلف شمال الأطلسي قصف الجبل الأسود عندما تدخل في عام 1999 لإنهاء حملة تطهير عرقي نفذتها صربيا في كوسوفو التي كانت متحدة مع الجبل الأسود وقتئذ. ويصعب التكهن بنتيجة الانتخابات مع عدم وجود استطلاعات للرأي موثوق فيها لكن حلفاء قدامى تخلوا عن ديوكانوفيتش في الآونة الأخيرة في إشارة إلى أن رسالة المعارضة تحظى بجاذبية. وامتنع أحد الناخبين ويدعى فوجيسلاف جروجوفيتش وهو عامل حرفي في الخمسينيات عن الإفصاح عن اختياره في انتخابات أمس. وقال مازحاً «صوت باطمئنان لأن الجميع تعهدوا بحياة أفضل ورخاء، لا يمكن أن نخسر». وحقق اقتصاد الجمهورية اليوغوسلافية السابقة نموّاً سنويّاً بنسبة 3.2% على مدار العقد الماضي ويرجع ذلك بشكل رئيس للاستثمارات الأجنبية التي يأتي معظمها من روسيا والصين وإيطاليا مما أنعش قطاعات الطاقة والتعدين والسياحة في بلد يشتهر بجباله وسواحله الخلابة. وفي مسيرة للمعارضة في العاصمة بودجوريتشا جرت السبت، لوح مئات من مؤيدي الجبهة الديمقراطية التي تضم الأحزاب الداعمة لصربيا والغرب بأعلام صربيا وروسيا والجبل الأسود وهتفوا بشعار حملتهم «إما نحن أو هو».