تعليق شماعة الإخفاقات على الآخرين سياسة للهرب من تحمُّل الأخطاء العملية، ولتجنب ردة فعل المحبين، وتجلى ذلك في الأندية السعودية بعد انتشار ظاهرة إقالات المدربين في بداية الطريق وتكبُّد خسائر مادية نتيجة دفع الشروط الجزائية، مما يعطي مؤشراً سلبياً لغياب الفكر الاحترافي داخل أروقة الأندية، وفشل مسيرتها التفاوضية دفعها إلى بركان الديون. فالعمل الرياضي يتكون من منظومة متكاملة (إدارة ولاعبون ومدرب)، واختلال ركائز تلك المنظومة ينعكس بشكل سلبي على نتائج الفريق، والإخفاقات يتحمَّلها ثلاثي المنظومة، وتحديد سلبية العمل يُفترض أن تكون بتقييم الأخطاء العملية، وتلك النظرية العملية غائبة في الأندية السعودية. فالمدربون ضحايا الإخفاقات، ويشكلون دروع حماية للإدارة من سهام نقد المدرج الغاضب، الدلالة الرقمية واضحة في دوري جميل، بعد مرور خمس جولات غادر خمسة مدربين، وعداد الإقالات مستمر وتصريحات الرؤساء الفضائية تتزايد لانتقاد المدربين الراحلين وأنهم السبب الرئيس في الانتكاسات الفنية للأندية لتهدئة الجماهير، ولخروج الرئيس من نفق الاتهام بالفشل، تلك القرارات الارتجالية كانت لها انعكاسات سلبية بتفاقم حجم المديونيات بسبب الشروط الجزائية للمدربين الراحلين مما يثقل كاهل النادي، ويعمق الفجوة بين المصروفات الكبيرة والأموال المهدرة والإيرادات الشحيحة، واختلال التوازن قدَّم لنا أندية مكبَّلة بالديون تُدار بعقول لا تملك مواصفات قيادية وأثبتت فشلها في الإدارات الرياضية.