الفرق بين جيل الماضي والحاضر هو قلة الحركة، فآباؤنا كانوا يأكلون أضعاف ما كنا نأكل، لكن في ظل التقنيات الحديثة وانتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسكريات وعدم ممارسة النشاط الرياضي، حلَّ بنا الكسل والخمول والتراخي، معنى ذلك مزيد من الأمراض الفتاكة والقاتلة، وعلى رأسها السكر والضغط والدهون الثلاثية وغيرها. كلمة «ربادة» في اللهجة الأحسائية الجميلة تعني قلة الحركة وكثرة النوم غير المقيد بوقت، وهي كلمة سلبية تعبر عن حالة من النفور الأسري والاجتماعي. للربادة عوامل كثيرة مرتبطة بالجانب الجسدي والتربوي والعاطفي والاجتماعي، ولا يمكن تغيير هذا النمط من الحياة إلا خلال إقحام البرنامج الرياضي والثقافي في حياتك اليومية. وفي أحدث التقارير العالمية حول السمنة وعلاقتها بالكسل حلَّت السعودية ثالثة في ترتيب أكثر الدول كسلاً، وذلك وفقاً لتقرير نشرته مجلة «ذا لانسيت» الطبية البريطانية الخميس الماضي، في حين حلَّت مالطا في المرتبة الأولى، تلتها دولة سوازيلاند. وقال التقرير إن نسبة الخمول البدني في السعودية بلغت نحو 68%، فيما تضمنت القائمة 20 دولة، منها صربيا والأرجنتين والكويت وبريطانيا والإمارات وماليزيا واليابان والعراق وتركيا وإيطاليا وإيرلندا وجنوب إفريقيا. أما على صعيد النساء، ف 37% من السعوديات يعانين من السمنة! ووجد في دراسة أخرى أن معدل زيادة الوزن هو 36.9% في السعودية. ووجد أن أعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية 42%، تليها الوسطى 40%، وأقل معدلات السمنة كانت في المنطقة الجنوبية 30%. الرياضة ليست ممارسة جسدية فقط، بل لها عامل نفسي كما يقول الدكتور لطفي الشربيني، ويقول إن اللعب تنفيس عن طاقات العنف والعدوان والإحباط النفسي، وهو سر الشباب الدائم، ويرى أن رياضة المشي لها آثار نفسية وصحية غير محدودة، وهي حماية للوقاية والعلاج من التوتر والقلق والاكتئاب. الرياضية لا تكلفنا إلا الإرادة والمثابرة والتحدي لكسر الروتين اليومي، حريٌّ بنا أن تكون الرياضة جزءاً من برنامجنا اليوم ومن أهم الأوليات الحياتية. لقد حان الوقت حتى تدرج مادة التربية البدنية في مدراس البنات، هذا أولاً، ثانياً السماح بفتح أندية رياضية خاصة على غرار الأندية الشبابية الموجودة للرجال، ما تدفعه الدولة من علاجات وأدوية لأمراض مختلفة يأتي نتيجة عدم ممارسة الجنسين الرياضة، فيجب الموافقة على إنشاء الصالات الرياضية، نعم الدولة بدأت مشكورة مع قطاع البلديات في إنشاء مسارات بالأحياء والكورنيش لممارسة رياضة المشي، ولكن إتاحة ممارسة الرياضة على كافة الصعد سيحد بشكل كبير من الأمراض التي كما قلنا تكلفتها المليارات من الريالات للعلاج. النقطة الثانية التي أراها أهم هي ثقافة ممارسة الرياضة، فعدم وجود أندية على افتراض لا يعني عدم ممارستها بأي طريقة كانت سواء داخل المجمعات التجارية أو المشي بين الأحياء، وعدم الاعتماد على السيارة في كل كبيرة وصغيرة.