كشفت جولة ل»الشرق»على سوق العقار في الشرقية عن انخفاض أسعار أراضي المنح في الدمام والخبر بنسبة 30% ، في الوقت الذي يخيّم فيه الركود على الأراضي الواقعة في مراكز المدن و الشوارع التجارية الرئيسة.وتأتي هذه الانخفاضات في وقت لم تشهد فيه أسعار الأراضي في الشرقية انخفاضا بهذا النسبة منذ 2008 ، وهو ماعزاه البعض الى تحرك سوق الأسهم وانتعاشه. وبحسب عقاريين تحدثوا ل «الشرق» فإن أسعار الأراضي منخفضة ومع ذلك لا تجد المشتري الفعلي، وكل ما يحدث هو محاولة أصحاب تلك الأراضي للظفر بأقل ربح ممكن أو بيعها بدون خسارة، مؤكدين أنه في حال استمرار السوق على هذا الوضع فإن الأسعار مرشحة للنزول أكثر كون المعروض سيتضاعف في ظل عدم وجود مشترين لتحقيق التوازن بين العرض والطلب. ولفتوا إلى أن حركة البيع والشراء شبه معدومة خلال الشهر الحالي، بعد الركود الذي طال السوق منذ بداية 2012، مفيدين أن الانخفاضات تركزت على أراضي المنح والمخططات الواقعة في أطراف المدن والتي تفتقد الخدمات الأساسية. وتوقعوا أن تواصل الأسعار انخفاضها، بالتزامن مع موجة الارتفاع التي يشهدها سوق الأسهم والتي دفعت كثيرا من المستثمرين والمضاربين إلى ترك شراء الأراضي والتوجُّه إلى الاستثمار في الأسهم. مضاربات مفتعلة رأى رئيس شركة مصادر العقارية عبدالله العوفي، أن انخفاض أسعار الأراضي في الشرقية غير مستغرب ، إذ وصلت أسعار أراضي المنح في الدمام والخبر إلى ألف ريال للمتر لأرض مساحتها 500متر مربع، مقابل 800 ريال لأراضي أكبر مساحة ومكتملة الخدمات. ودعا المواطنين إلى الوعي بما يحدث في سوق العقار من مضاربات يقودها البعض وألا يكون ضحية ، حيث يعمل المضاربون إلى التركيز على حي أو موقع معين لتحقيق أرباح مرتفعة ثم ينتقلوا إلى مواقع آخرى للمضاربة. أرباح عالية وأفاد سعيد الشهراني صاحب مكتب عقاري، أن الأراضي الواقعة في المخططات الحكومية في الدمام والخبر انخفضت أسعارها بواقع 80 – 100 ألف ريال للقطعة الواحدة، مسجلة انخفاضا بنسبة 30% مقارنة بما كانت عليه بداية العام. وأوضح ان أراضي المنح هي المكان المفضل للمضاربين لتركيز استثماراتهم وتحقيق الأرباح نتيجة تدوير تلك الأراضي بينهم لتنتهي بسعر مرتفع، وهو ما دفع أسعار تلك المواقع غير المخدومة لمنافسة مواقع داخل المدينة تتوفر بها جميع الخدمات. وحذر الراغبين في الشراء بغرض البناء، من الانسياق خلف المضاربات والتأكد من موقع الأرض على الطبيعة وتوفر الخدمات، مبينا أن الأسعار وصلت الى مرحلة الثبات خلال الشهرين الماضيين ومن ثم مرحلة الركود لتأتي بعدها مرحلة الانخفاض، والتي بدأت في أراضي المنح لبعض المواقع . زيادة المعروض من جهته ، رأى صاحب مكتب عقاري في الدمام محمد القحطاني، أن انخفاض أسعار الأراضي في الشرقية أتى بعد ركود أكثر من ثلاثة أشهر، وهو ما زاد المعروض مقابل الطلب المحدود على مواقع محددة، مبينا أن كثيرا من المواطنين أجَّلُوا فكرة الشراء منذ بداية العام حتى تتضح الصورة فيما يتعلق بمشروعات وزارة الإسكان وآلية صرف القروض العقارية والاتفاقات التي تمت مع بعض البنوك في مجال التمويل والضمان، والتي سيكون لها تأثير على الأسعار من خلال تحويل توجه الكثير للاستفادة من القرض في شراء وحدات سكنية جاهزة لا يمكن بناؤها إلا في مواقع ومخططات مكتملة الخدمات. وأضاف أن حركة البيع والشراء شبه معدومة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال موقع وزارة العدل في حجز مواعيد إفراغ الصكوك، ما يشير إلى تراجع كبير في عمليات البيع . وأشار القحطاني إلى أن أسعار الأراضي الحكومية ( أراضي المنح)، انخفضت بنسب تراوحت بين 70 – 100 ألف ريال بحسب قربها وبعدها عن الأحياء المخدومة في الدمام والخبر.