على الرغم من قناعتي بأن مدرب الأهلي المقال جوميز لم يأخذ فرصته الكافية للحكم عليه، إلا أن عودة المدرب الأسبق السويسري جروس خيار ممتاز للأهلي ويكفي جروس اسمه لاستعادة الثقة وإرعاب الخصوم، وكما يقول المثل الشعبي«وجهاً تعرفه ولا وجهاً تجهله» لكن مايجب أن يعيه الأهلاويون أن عودة جروس لاتعني بالضرورة عودة الأهلي، فالفريق الذي شاهدناه لم يكن ذلك الفريق المقاتل، ولم يكن لدى لاعبيه أي روح في الملعب واللاعبون هم العنصر الأهم في المنظومة، فإذا كان دور جوميز قد أخفى 30% وهي النسبة التي يقول المتخصصون إن أي مدرب لايتحمل أكثر منها فأين ال 70% المتبقية؟ إذا الأهلي بحاجة لعودة الرغبة والروح والقتالية في الملعب قبل عودة جروس وإلا فإنها ستكون مثل«عودة عصويد» بطل المسلل البدوي الذي عاد لمضارب قبيلته لكنه لم يطل المكوث جروس في نهاية الأمر لايملك عصا سحرية لتغيير واقع الفريق وجروس نفسه مر بهذه الحالة مع الفريق منتصف الموسم الماضي حين فقد الفريق هويته و مر بأسوأ لحظاته مع السيد جروس الذي طالب كثير من الجماهير بإقالته قبل أن تسارع الإدارة التي حددت مكمن الخلل وعرفت كيف تعيد الروح للفريق باستقطاب طارق كيال كمشرف على الكرة، وحينما عادت الروح اكتسح الفريق الجميع وحسم الدوري قبل نهايته بجولتين وحصل على كأس الملك ليصبح جروس -عند من وصفوه ب «السباك» ومن قالوا إنه لايملك سوى خطة وحيدة أصبحت مكشوفة للجميع – بطلاً ورمزاً تدريبياً بكوه عندما أعلن الرحيل. تجارب إعادة المدربين السابقين خلال السنتين الأخيرتين لم تنجح مع الاتحاد الذي أعاد الروماني بيتوركا والنصر الذي أعاد كانيدا، لكن الظروف تختلف في الأندية الثلاثة، وربما ينجح جروس الذي لا يمكن لأحد أن يشكك في قدراته بيد أن الأمر يستلزم عودة روح الفريق وهو العبء الذي سيكون على إدارة الكرة في النادي الملكي تحمل مسؤوليته وإلا فإنها ستكون في مرمى نيران الغضب الجماهيري الذي يثق بقدرات لاعبيه ومدربه وستستعيد الحماهير حينها جملتها التي كانت ترددها قبل تغيير أبو داوود عندما كان لاعباً «أديت الواجب يا حسام» لكن المعنى قد يختلف بين هذه وتلك.