يكمل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية نشر الوثائق التي تتعلق بالمجزرة التي راح ضحيتها 30 ألف سجين أعدمهم نظام الملالي في إيران عام 1981، حيث طالت الإعدامات عناصر منظمة مجاهدي خلق وعائلاتهم بما فيهم أطفال ونساء وفتيات، وتقول المعارضة الإيرانية إنه ووفقاً لوثيقة من وثائق السيد منتظري التي ظهرت مؤخراً فإن منتظري احتج في رسالة سرية للغاية وجهها إلى الخميني على تدهور الوضع في السجون والإبادة الواسعة التي استهدفت المجاهدين الأسرى. وكتبت الرسالة يوم 27 سبتمبر 1981 حيث كانت تطلق كل ليلة مئات من طلقات الرحمة على المجاهدين المسجونين في سجون البلاد. وتقول الرسالة التي أرسلت ل «الشرق» نسخة منها «رغم أنني لم أنجح منذ فترة في زيارة سماحتكم وقررت ألا أصدعكم للأمور الجارية للبلاد، حيث لكل واحدة منها مسؤول، إلا أنه وحسب شعوري بتنفيذ واجبي الشرعي أرى من الضروري أن أحيطكم علما كلياً بما يحدث في أهم المؤسسات الكفيلة ببقاء الثورة والبلاد». وتضيف الرسالة «ضعف المجلس الأعلى للقضاء وبالنتيجة المحاكم الثورية وصل إلى حد بحيث يقول أفراد صادقون ومتعهدون ممن يعملون في قلب القضايا بأن الوضع الجاري في سجن إيفين وكثير من السجون في المدن مزرٍ جداً بشأن إعدامات عشوائية وأحياناً بدون حكم من قضاة الشرع أو دون علمهم وأحياناً رغم معارضتهم لها وعدم التنسيق بين المحاكم والأحكام الصادرة وتأثير الأجواء والإحساسات والانفعالات في الأحكام الصادرة وحتى إعدام الفتيات اللاتي أعمارهن بين 13-14 عاماً لمجرد حدة لهجتهن حتى دون أخذ السلاح بيدهن أو مشاركتهن في التظاهرات، وأن الضغوط والتعزيرات والتعذيب فوق الطاقة أخذت تتصاعد». ويقول منتظري في رسالته «إن عدد السجناء وصل حداً حيث يتم احتجاز 5 أشخاص في وضع لاإنساني في زنزانة انفرادية وحتى لا يسمح لهم بنوع ما إمكانية أداء الصلاة، وبات الوضع الفوضوي والتفرد بالسلطة بين المسؤولين المحققين والمستجوبين مثيراً للقلق للغاية حسب تعبير أحد القضاة الشرعيين». وتشير الرسالة إلى أن «قوات الحرس تكاد تكون قد تحولت إلى عمود المجموعات والأفراد. قلما يلاحظ خط الإسلام والقيادة في التعاملات والتصفيات والإقالات والتعيينات، وربما أحياناً وبدلاً من تطهير الأفراد المشبوهين أو المظنونين يتم تطهير الأفراد الصالحين واللائقين ويتم قطع رواتبهم. ومن المتوقع أن تتلاشى هذه المؤسسة الثورية في مستقبل قريب أو تتحول إلى جهة أمنية لا فائدة لها إذا استمر الوضع على هذا المنوال. فمن الضروري إنقاذ قوات الحرس من التلاعب الفئوي بها بأي شكل ممكن، وأن تنشط ممثلية سماحتك فيها بشكل مؤثر».