فشل مجلس الأمن من جديد في القيام بأي رد فعل لإيقاف المجزرة المفتوحة في حلب، التي بدأت منذ 19 الشهر بعد انهيار الهدنة الأمريكية – الروسية، وتحولت جلسة المجلس التي عقدت مساء أمس إلى سجال بين مندوبي الدول، الذين وقفوا عاجزين أمام عنجهية روسيا، الذي أصر على أن ما يحدث في سوريا هو بسبب المجموعات «الإرهابية» التي تهاجم مظاهر الحياة من مساجد و مدارس. ووصف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الوضع في حلب أنه مروع، مشيراً إلى العجز عن انتشال الضحايا في حلب جراء كثافة القصف، ولفت دي مستورا إلى أنه إذا أرادت قوات الأسد السيطرة على حلب؛ فإن ذلك سيدمر المدينة تماماً، طارحاً سؤالاً استنكارياً «يوجد 275 ألف شخص في شرق حلب لا يمكن أن يكون جميعهم من الإرهابيين». ودعا دي مستورا المجلس لوضع خريطة طريق لوقف الأعمال العدائية في سوريا، مؤكداً أن قافلة المساعدات في حلب تم استهدافها بشكل مروع وتم قصف 5 مناطق فيها بشدة عقب تعليق اتفاق وقف الأعمال العدائية، مستطرداً أن الأممالمتحدة لن تتخلى عن السوريين. وأكدت مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سامنثا باور أن روسيا تسيء استخدام امتياز وجودها الدائم في مجلس الأمن عبر قصفها لمدينة حلب وما تقوم به وحشية وليس مكافحة للإرهاب، لافتة إلى أن باستطاعة روسيا إيقاف معاناة مدينة حلب لكنها تقوم بالعكس، مستطردة بالقول: «روسيا ستلقي باللوم على الولاياتالمتحدة خاصة بعد الضربة الأمريكية ضد قوات النظام السوري في سوريا». وأضافت سامنثا أن نظام الأسد مصمم على استعادة كل شبر من حلب مهما بلغ حجم الدمار والقتل. فيما اعتبر مندوب فرنسا في الأممالمتحدة فرنسوا ديلاتر الحرب في سوريا تتسبب في أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن حلب تمثل لنظام الأسد ما كانت تمثله سراييفو في البوسنة، مردفاً أن التصعيد العسكري في حلب يقضي على أي بارقة أمل لإحلال السلام، وطالب ديلاتر بإنشاء آلية صارمة لوقف القتال تبدأ بحلب وتمتد إلى بقية المناطق السورية. أما مندوب بريطانيا ماثيو رايكروفت، الذي كان أكثر حدة من نظيره الفرنسي فقد أكد أن عدد الذين قتلهم الأسد أكثر بكثير ممن قتلهم تنظيم الدولة و «جبهة النصرة» ، مطالباً بإيجاد معنى جديد للإرهاب يشمل الأسد ضمنه. وقال رايكروفت إن السوريين في حلب يواجهون هجمة لم يسبق لها مثيل في وحشيتها، مطالباً روسيا أن تمكن من وصول المساعدات الإنسانية لا أن تعرقلها. في حين قاد المندوب الروسي في مجلس الأمن حملة مضادة ضد جميع المتحدثين بنفي كل التقارير والكلمات التي سبقته، قائلا: «المعارضون يتلاعبون بالصور والفيديوهات لتشويه صورة الحكومة السورية»، محملاً مسؤولية ما يحدث في سوريا إلى أمريكا وعواصم أخرى «دعموا جماعات إرهابية في المنطقة».