تعهدت كوريا الشمالية أمس بتعزيز قدراتها في مجال الأسلحة النووية على الرغم من تنديد الأممالمتحدة والعقوبات المفروضة عليها وقالت إنها لن تتخلى أبداً عن الردع في وقت تتعرض فيه لتهديدات من دول مسلحة نوويا. وأبلغ وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونج هو الأممالمتحدة أن قرار بلاده تعزيز قدراتها في مجال الأسلحة النووية على الرغم من تنديد المنظمة الدولية به هو «إجراء مشروع للدفاع عن النفس» ضد «التهديدات النووية المستمرة من الولاياتالمتحدة». وقال: «التسلح النووي هو سياسة دولتنا، ما دامت هناك دولة مسلحة نووياً على علاقات عدائية (بكوريا الشمالية) فلا يمكن الدفاع عن أمننا القومي والسلام في شبه الجزيرة الكورية إلا من خلال رادع نووي يعتد به». وقال ري إن كوريا الشمالية «سوف تواصل اتخاذ إجراءات لتعزيز قواتها المسلحة نووياً نوعاً وكماً». وأضاف أن شبه الجزيرة الكورية هي أكثر مناطق العالم «خطورة وسخونة بل ويمكن أن تشعل شرارة حرب نووية»، وقال إن اللوم في ذلك يقع بالكامل على عاتق الولاياتالمتحدة. واتهم الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية بتنفيذ «مناورات حربية نووية» ضخمة بهدف «قطع رأس» القيادة في كوريا الشمالية واحتلال عاصمتها بيونجيانج بينما تم تجاهل دعوة أصدرها العام الماضي الزعيم كيم جونج أون لاستبدال هدنة الحرب الكورية في عام 1953 باتفاق سلام. وقال ري إنه من خلال فرض عقوبات على كوريا الشمالية؛ فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «يلعب دور التستر على الغطرسة والتعسف من جانب الولاياتالمتحدة». وحذر ري الولاياتالمتحدة أيضا من الطلعات التي تقوم بها القاذفات الأمريكية فوق خط ترسيم الحدود في شبه الجزيرة الكورية قائلا إن واشنطن «ستواجه عواقب وخيمة تفوق التصور». من جهته؛ قال دانييل راسل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا أمس إن نشر الولاياتالمتحدة المزمع لنظام ثاد المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية غير قابل للتفاوض في إطار الجهود الرامية إلى الاتفاق على فرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد خامس تجربة نووية لها، لكن واشنطن واثقة من أنه سيتم الاتفاق على إجراءات أكثر صرامة قبل مرور وقت طويل. وتعارض الصين بشدة نشر نظام ثاد، ويقول بعض الخبراء إنه يجب أن يكون جزءاً من المحادثات الخاصة بتطبيق الأممالمتحدة إجراءات جديدة. ويعد دعم الصين الكامل أمراً حاسما كي تكون العقوبات على كوريا الشمالية فاعلة. ولكن عندما سئل راسل عما إذا كان نظام ثاد محل تفاوض؛ أشار إلى اتفاق بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية بشأن نشر هذا النظام، وقال «لا، البلدان اتخذا قراراً». وتجري مباحثات بشأن احتمال إصدار الأممالمتحدة قراراً جديداً بفرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد أن أجرت خامس وأكبر تجاربها النووية في التاسع من سبتمبر. وقال راسل فيما بعد خلال مؤتمر صحفي إن المباحثات مازالت في مراحلها الأولى، لكنه أبدى ثقته في أنه سيتم الاتفاق على قرار جديد من الأممالمتحدة قبل مرور وقت طويل ليفرض عقوبات أكثر ويشدد العقوبات الحالية. وسيكون من بين أهداف العقوبات منع سوء استخدام كوريا الشمالية للتسهيلات الدولية بما في ذلك التسهيلات المصرفية والملاحية لتعزيز برنامجها النووي. والصين هي الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، لكن تجاربها الصاروخية والنووية المتكررة أثارت غضبها وأيدت عقوبات صارمة فرضتها الأممالمتحدة على بيونجيانج في مارس. وقالت بكين إنها ستعمل في إطار الأممالمتحدة لصياغة رد ضروري على أحدث تجربة نووية ولكن مازالت هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت الصين مستعدة للموافقة على اتخاذ خطوات صارمة بما يكفي لإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن سلاحها النووي.