نعم يحق لنا أن نرفع رأسنا إلى الأعلى افتخارا برجال سطروا التاريخ بل كتبوه بدمائهم النقية الطاهرة، فلن تستطيع السنوات محو آثارهم وخُطا أقدامهم، فعلى مر العصور والأزمان هناك رجال أفذاذ استطاعوا أن يصنعوا المجد لشعوبهم، تاركين وراءهم صفحات من التاريخ ليقرأه غيرهم ويتصفحوا صفحاته الناصعة، هؤلاء هم عباقرة التاريخ الذين حفروا أسماءهم بمداد من ذهب فأصبحت أعمالهم خالدة لا تنسى على مر السنين والأزمان وذكراهم باقية صامدة كالجبال لا تزول أبدا بل تتجدد وتبقى ذكرانا شموعاً مضيئة وهامات مرتفعة محفورة في الذاكرة. يجسد اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية من كل عام مرحلة فاصلة في تطور المجتمع السعودي، حيث شكلت بهذا اليوم الوحدة الوطنية ورسم معالمها ووضع أسسها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وحمل لواءها بتوحيده وإعلانه للمملكة العربية السعودية، إنه الملك عبدالعزيز رحمه الله عبقرية الصحراء العربية ورجلها القوي، فلقد استطاع بقوة إيمانه وبعزيمته أن يخلق من الشتات والتنافر بين قبائل الصحراء المتحاربة أمة واحدة تعيش في أمن وسلام، ذلك اليوم الذي خرجت فيه الجزيرة من أمم جاهلة متناحرة إلى أمة موحدة قوية في إيمانها وعقيدتها، غنية برجالها وعطائها وإسهامها الحضاري، كما استطاع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أن يشيد ويبني ملكاً عظيماً شعاره كلمة التوحيد الخالصة وأساسه إعزاز الإسلام ورفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وخدمة الحرمين الشريفين، ولم تقتصر جهود الملك عبدالعزيز على البناء الداخلي فقط بل سعت جهوده إلى توثيق العلاقات مع الدول الشقيقة، فكانت سياسته الخارجية مبنية على الوضوح والثبات ومناصرة الحق انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ توحيد أبنائها وقبائلها يدا واحدة. لقد عاش الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، محافظاً على وحدة المملكة وراعياً لأمنها وسلامة أراضيها ومواطنيها، ومن بعده أبناؤه الأبرار الذين حملوا الراية مكملين إرساء دعائم الأمن والأمان واعتباره ركيزتهم الأساسية، والتصدي بكل حزم وقوة للعابثين بأمن واستقرار الوطن، إننا ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني هذا العام، فلابد من أن نحدق النظر حولنا بكل فخر واعتزاز حين نجد النهضة العمرانية والاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية وكذلك المسيرة الأمنية، بل علينا النظر أيضا للمكانة المتميزة التي وصلنا إليها بفضل رجال وأبناء هذا الوطن بين دول العالم أجمع. وبالأخير أهنئ نفسي وإياكم داعياً الله العزيز الكريم أن يحفظ بلادنا من كل مكروه ويحفظ لها الأمن والأمان في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فهم رجال خلقوا ليصنعوا حضارة ومجد وتاريخ أمتهم. كما لا يفوتني أن أهنئ المرابطين من الجنود البواسل على حدود بلادنا فهم الساهرون من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن ومقدساته من كل من تسول له نفسه العبث به. حفظ الله المملكة وشعبها. همسة: عيد الوطن مبارك وعيده لنا عيد. الخلاصة: رفرف علم عز ومعزة وتوحيد وحبه توصينا عليه العقيدة حنا جنوده في القسا دون تجنيد ورواحنا دونه عساها شهيدة.