تعد المملكة من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناة تلك الدول جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظمات عالمية مهتمة بهذا الصدد. وبحكم مكانة المملكة الإسلامية فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية. واستشعارا لدور المملكة الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، الذي سيدفع بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوب تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورة عاجلة. وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند وضعه حجر الأساس للمركز، أن المركز سيكون مخصصا للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزا دوليا رائدا لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث، وخصص له مبلغ مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية، إضافة إلى ما وجه به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق. حزم مساعدات أكمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 24 رجب 1437 عامه الأول، بعد أن قدّم حزمة من المساعدات الإغاثية لعدد من الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها اليمن الشقيق الذي بلغت تكلفة المساعدات المقدمة له مليارا و600 مليون ريال للتخفيف من معاناة الأشقاء اليمنيين في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، بجانب علاج 4100 مصاب منهم في مستشفيات المملكة، والأردن، والسودان، تكفل المركز بنقلهم ومرافقيهم إلى هذه المستشفيات حتى عودتهم إلى بلادهم. دولة مانحة تبوأت المملكة العام الماضي المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم - طبقا لإحصاءات منظمة الأممالمتحدة - وتجاوز إجمالي ما أنفقته على برامج المساعدات الإنسانية خلال العقود الأربعة الماضية مبلغ 115 مليار دولار استفاد منها أكثر من 90 دولة. وعززت جهود المملكة الإنسانية في العالم التي أضيفت لها جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حصولها على الموافقة الدولية للانضمام بصفة مشارك إلى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (باريس - OECD) التي تعد أكبر تجمع للدول المانحة في العالم. إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم مساعدات للمناطق السورية الأكثر تضررا، وقع المستشار في الديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في 25 جمادى الأولى 1437 مع الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر الحاج أمادو سي، اتفاقية مشتركة لإعداد برنامج تنفيذي مع الاتحاد الدولي للصليب يتم بموجبه تقديم المساعدات للمناطق الأكثر تضررا في سورية. في 17 رجب الجاري، أطلق المركز مشروع توزيع 7000 طن من مساعدات المملكة من التمور منها 4 آلاف طن مخصصة للإسهام المملكة خلال عام 2015 لبرنامج الأغذية العالمي الذي سبق أن تبرعت له عام 2008 بمبلغ 500 مليون دولار، ويعد أكبر تبرع يحصل عليه البرنامج في تاريخه. في الوقت الذي كشف فيه مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إحصائية أخيرة له عن أن إجمالي عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في العالم يبلغ 125.3 مليون إنسان، وإجمالي عدد المتوقع حصولهم على المساعدات بلغ 87.6 مليون إنسان، مبينا أن قيمة متطلبات تمويل المساعدات الدولية تبلغ نحو 20 مليار دولار. وسلم فريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساعدات المملكة من التمور للمالديف والسنغال وسريلانكا والنيجر وجيبوتي والنيجر وأفغانستان وإثيوبيا وبنجلاديش وباكستان والفلبين وموريتانيا والأردن ولبنان والجزائر وهندوراس ونيكاراغوا وبوركينافاسو وجامبيا وغانا والكاميرون واليمن وزنجبار وجزر القمر وتنزانيا وبنين. كما نفذ المركز العديد من المشروعات والبرامج في قيرغيزستان وألبانيا والصومال وموريتانيا وزامبيا والعراق وطاجيكستان واليمن بلغت نحو 28 برنامجا استفاد منها 17.967.997 مستفيدا، ووزع فريق المركز على متضرري الفيضانات في طاجيكستان ومناطق الجفاف في موريتانيا والمتضررين من الزلزال في محافظة أوش بقيرغيرستان وألبانيا والنازحين في محافظتي الأنبار وبغداد العديد من السلال الغذائية والإيوائية، كما قدم مساعدات تتمثل في أجهزة حاسب آلي وملحقاتها لزامبيا. حملة الأمل دشن المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، إنفاذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المرحلة الثانية من "حملة الأمل" المتجهة لتأمين الغذاء للمنكوبين في اليمن، وذلك من المقر الدائم للمركز، حيث تأتي المرحلة الثانية تلبية للمتطلبات الأساسية التي تحتاجها الأسر وللتخفيف من معاناتهم وتوزيع المساعدات من المواد الغذائية العاجلة دون تفريق أو تمييز بين المستفيدين منها. وتتضمن الحملة 130 ألف سلة غذائية تستهدف نحو 100 ألف أسرة في اليمن، وأن تتوجه المساعدات إلى ميناء جدة الإسلامي ومنها إلى ميناء المخا في اليمن، وتقوم الهيئة الإشرافية العليا في اليمن باستقبال السلال من الميناء خلال سبعة أيام من انطلاق الحملة.