أعلن وزير الصحة، الدكتور توفيق الربيعة، سلامة حج هذا العام وخلوِّه من الأمراض الوبائية والمحجرية، مُقدِّراً عدد الحجاج الذين راجعوا المنشآت الصحية بأكثر من 400 ألف مراجع، فيما لفت إلى إصابة 86 حاجاً فقط بضربات شمس وتعرض 329 لإجهادٍ حراري. وأكد الوزير تمتُّع جميع الحجاج بالصحة والعافية. وأفاد، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مستشفى مِنى الطوارئ، بتقديم الفرق التابعة ل «الصحة» لقاحات وعلاجات وقائية ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال لأكثر من 690 ألف حاج. وأشار إلى تكثيف برامج التوعية الصحية في وقتٍ مبكرٍ من هذا العام وتنفيذ جولات ميدانية كان لها دور كبير في الحد من حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري التي استقبلتها الفرق الميدانية والمراكز الصحية. وذكر الدكتور الربيعة أن الوزارة رصدت عدداً من الإنجازات خلال الفترة بين الأول من ذي القعدة وال 12 من ذي الحجة، منها استقبال أكثر من 400 ألف مراجِع من الحجاج، وإجراء عملياتٍ للحجاج بينها 306 عمليات قسطرة قلبية و27 عملية قلب مفتوح. في حين بلغ عدد عمليات الغسيل الكلوي 1730. أما الحجاج المنومين الذين نقلتهم قافلة الصحة إلى مشعر عرفات فبلغ عددهم 300. وذكَّر الربيعة باستعداد الوزارة مبكراً لموسم الحج. وأوضح أنها جهَّزت 25 مستشفى في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، و158 مركزاً صحياً، و26 ألف ممارس صحي وإداري، فضلاً عن افتتاحها مستشفى الحرم المكي للطوارئ بسعة 20 سريراً في المنطقة المركزية للحرم. كذلك؛ طوَّرت الوزارة، بحسب تأكيده، 10 مراكز صحية في عرفات، ووسّعت وطورت غرف ضربات الشمس في 6 مستشفيات، واستحدثت منطقة إخلاء في منشأة الجمرات للفرق الراجلة، كما طبَّقت الاشتراطات الصحية وكثَّفت أعمال المراقبة الوبائية المبكرة عبر 15 مركزاً حدودياً. وأشار الربيعة إلى تأكيد بيان اللجنة الصحية سلامة الحج وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية. ولفت النظر إلى استنفار الوزارة طاقاتها البشرية والمادية والآلية لتقديم خدماتها الوقائية والعلاجية والإسعافية والتوعوية تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي العهد؛ واستشعاراً منها لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه الحجاج حتى يؤدوا نسكهم بيسر وسهولة. وسأل الربيعة الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد؛ ويديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها؛ ويسبِغ على أهلها نِعمَه ظاهرةً وباطنة. ورداً على أسئلة الصحفيين المشاركين في المؤتمر؛ لاحظ الوزير الالتزام بالاشتراطات الصحية من قِبَل الدول التي قدِم حجاجٌ منها. وأفاد بوجود تقدم في هذه المسألة من عامٍ إلى آخر، مبيِّناً: «النتائج يتم تقييمها من قِبَل المراقبين للمنشآت الصحة» و«الوزارة تسعى إلى تطوير الاشتراطات واستكمالها». وجدَّد الربيعة التأكيد على عدم اكتشاف أي حالات وبائية بين الحجاج القادمين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، مشيراً إلى إجراء بلدانهم الكشف عليهم قبل مغادرتهم إياها. في ذات السياق؛ تحدث الربيعة عن التحديات التي واجهتها «الصحة» في حج هذا العام. واعتبر العدد الكبير لضيوف الرحمن أبرزَها، إضافة إلى الأجواء الحارة، ومعالجة ضربات الشمس والإجهاد الحراري خلال التنقل بين المشاعر، مشدداً على امتلاك الوزارة الخبرات المتراكمة في التعامل مع الحشود وخلال فترة الحج القصيرة، مع التركيز على التوعية والمعالجة المباشرة لكل ما يرِد إلى المراكز الصحية والمستشفيات في المشاعر. شهِدت منظمة الصحة العالمية بنجاح تنظيم موسم الحج، مبديةً ارتياحها لخلوِّه حتى الآن من أي أمراضٍ وبائية أو مشاكل تهدد الصحة العمومية بين الحجاج خلال أدائهم المناسك. وأعربت المنظمة على لسان مديرها الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، الدكتور جواد المحجور، عن تقديرها العميق لكافة العاملين الصحيين والمتطوعين الذين تمَّت تعبئتهم لخدمة الحجاج. وأشارت إلى ما أبدوه من تفانٍ وجهود خارقة لتقديم خدمات الرعاية الصحية. وهنَّأ ممثل المنظمة المملكة على نجاحها في تنظيم موسم الحج. وأبان أن «الصحة العالمية» لبَّت، جرياً على ما اعتادته في الأعوام الماضية، دعوة وزير الصحة في المملكة، الدكتور توفيق الربيعة، وأرسلت فريق عمل إلى موسم الحج. وانخرط الفريق، الذي ضمَّ خبراء في المجالات الوبائية ومكافحة الأمراض واتصال المخاطر، مع أُطُر وزارة الصحة السعودية في متابعة إجراءات التأهب والاستجابة الصحية أثناء الحج. ولاحظ الدكتور المحجور الدور المتنامي للمركز العالمي لطب الحشود المتعاون مع «الصحة العالمية» تحت قيادة وزارة الصحة السعودية لاسيما في مجالات تقدير الأخطار والتدريب والبحوث. وأشار المحجور، خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير الربيعة أمس، إلى تأكيد منظمته على أهمية إجراءات تقليل المخاطر المتعلقة بالصحة العمومية التي طبقتها «الصحة» السعودية بغية تأمين موسم الحج، وذلك طبقاً لمتطلبات اللوائح الدولية (2005). وأوضح: «ثبت بالتجربة فاعلية هذه الإجراءات في الوصول إلى موسم حج خالٍ من الأمراض الوبائية وأية مشكلات تهدد الصحة العمومية». في الوقت نفسه؛ لفت المحجور إلى تأكيد منظمته على الحاجة إلى «أن نظلَّ متأهبين ونواصل مراقبة التهديدات على الصحة العمومية التي قد تظهر بين الحجاج بعد عودتهم إلى بلادهم». وذكر أن «الصحة العالمية» عمِلت مع سائر البلدان المعنيَّة من أجل تقوية نظمٍ ترصد الأمراض وتعزِّز اتصال المخاطر؛ بغرض الاكتشاف المبكر والاستجابة الملائمة لأي أمراض تهدد الصحة العمومية. ووفقاً للمحجور؛ تقدِّر منظمته بعمق ما لمِسته من حسن استعدادٍ وتنظيمٍ وحشدٍ لكافة الموارد والإمكانات لتأمين جميع الخدمات الصحية اللازمة للحجاج.