شهدت معظم «جبهات» مدينة حلب وريفها الجنوبي هدوءاً حذراً منذ دخول «الهدنة» حيِّز التنفيذ مساء أمس الأول، وسط مخاوف بين الأهالي من خرقها مجدداً، في ظل وجود «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في بعض المناطق التي استثناها الاتفاق الروسي – الأمريكي. وساد الهدوء شوارع حلب المحاصرة وخلت سماؤها من الطائرات أمس، وأكد ناشطون أن الهدنة التي تمت بموجب اتفاق بين الولاياتالمتحدةوروسيا صامدة بشكل عام في أنحاء سوريا. وأشار ناشطون إلى خروقات من قِبل قوات الأسد، حيث قصفت بالمدفعية الثقيلة أمس قرية القراصي في الريف الجنوبي لمدينة حلب، وذلك من مواقعها في «تلة القرع» القريبة، فيما استهدفت طائرات النظام الحربية بالرشاشات الثقيلة بلدة «كفر داعل» في الريف الغربي، دون تسجيل إصابات. وقالت وكالة سمارت للأنباء إن قوات النظام استهدفت ب»مضادات أرضية» حي المنشية في منطقة درعا البلد، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة منطقة «تل العلاقيات» في الريف الشمالي، من مواقعها في بلدة «دير العدس». وأعلن الناطق باسم الأممالمتحدة أمس، أن المنظمة الدولية لم تبدأ عمليات إنسانية في سوريا منذ دخول الهدنة التي توصلت إليها روسياوالولاياتالمتحدة حيِّز التنفيذ، وتطلب ضمانات أمنية لقوافلها الإنسانية. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة إن «الأممالمتحدة مستعدة لتقديم مساعدة إنسانية طارئة إثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسياوالولاياتالمتحدة». وأضاف أن «عمليات التوزيع المرتقبة الأولى ستقدم مساعدة إنسانية إلى شرق حلب»، حيث يقيم ما بين 250-275 ألف شخص في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة لم يتلقوا أي مساعدة إنسانية من الأممالمتحدة منذ يوليو، موضحاً أن هذه المساعدة سترسل عبر تركيا. وقال الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ينس لاركي، إن الأممالمتحدة تلقَّت في 6 سبتمبر موافقة النظام السوري على توزيع المساعدة على المناطق المحاصرة في شرق حلب والبلدات الأخرى المحاصرة «مضايا والزبداني والفوعة وكفريا ومعضمية الشام» لكن حتى الآن لم تنطلق أي قافلة. وبحسب المكتب فإن توزيع المساعدات في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمدن المحاصرة سيتم بحسب الأولويات وبموجب خطة التوزيع. وأشار إلى أن الأممالمتحدة على استعداد لتلبية الاحتياجات الإنسانية في عموم سوريا، بما في ذلك احتياجات الأحياء المحررة في مدينة حلب، بعد دخولها في حصار نتيجة إعادة احتلال طريق الراموسة وقبله احتلال طريق المكاستلو من قِبل قوات الأسد وحلفائه. وقالت وكالتان روسيتان إن مجموعة من الجنود الروس أقامت حواجز متنقلة على طريق الكاستلو شمال حلب، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بين روسيا وأمريكا يوم الجمعة الفائت. وذكرت وكالتا الأنباء الروسيتان «إنترفاكس» و»ريا نوفوستي» أن عسكريين روساً أقاموا نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الأساس لنقل المساعدات الغذائية إلى حلب، التي تعتبر بوابة الاتفاق الأمريكي الروسي، وقالت الوكالتان إن عسكريين اتخذوا موقعاً وأقاموا «مركز مراقبة متحرك»، دون أن توضحا ما إذا كانت قوات الأسد قد انسحبت وفقاً للاتفاق الذي نص على ابتعادها عن الطريق لمسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلو متر. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام بدء سريان الهدنة المؤقتة في سوريا، معبرة في الوقت ذاته عن ترحيبها باتفاق الهدنة الذي من شأنه أن يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري الشقيق. وأضاف المصدر أن المملكة تؤكد على أهمية التزام نظام بشار الأسد وحلفائه بهذا الاتفاق، وأن يؤدي إلى استئناف العملية السياسية في سوريا وفق إعلان جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254 المفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة.