في كلمةٍ له خلال حفل الاستقبال السنوي في الديوان الملكي في مِنى؛ نوَّه أمين عام رابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بدعوة المملكة إلى إيجادٍ تحالف إسلامي عسكري وإنشائها مركزاً عالمياً لمحاربة الأفكار الدخيلة على الإسلام وأهله. واعتبر أن التحدي اليوم يكمن في أن كل عصابة إجرامية أصبحت تجد نفسها في عالمها الافتراضي المفتوح. وتابع قائلاً: "قد يصعُب أن ينتهي الإرهاب بانتهاء نطاقٍ حدودي يجمع لفيفه، فرابطة الإرهاب شبكة عالمية لا تستمد قوتها من كيانها الإجرامي في نطاقها الجغرافي الهش، وإنما من تسلل أفكارها نحو أهدافها في العالم بأسره حتى استطاعت اختراق من وُلِدوا ونشأوا وتعلموا في بيئات غير إسلامية". ولاحظ الأمين العام أن هذا الإرهاب صنَّف المنهج الحق الذي هدانا الله إليه عدوَّه الأول، سواءً في اعتدالنا الديني أو رشدنا المنهجي؛ ليحدِّد البون الكبير بيننا وبينه ومستوى التضاد معه أصلاً وفرعاً. وأبان أن "رابطة العالم الإسلامي ستكون داعمةً للتحالف الإسلامي العسكري عبر كافة مراكزها ومكاتبها وشبكاتها الإعلامية وهيئاتها الفكرية والعلمية". في شأنٍ آخر؛ لفت الأمين العام إلى تحذير مفاهيم الإسلام من أي شعارٍ أو اسم أو وصف غير الإسلام. واستطرد: "لكن عندما تختصر بعض المفاهيم سنة الإسلام وجماعة المسلمين في أوصاف لأشخاص أو انتماءاتٍ أو مدارس معينة؛ فقد اختزلت الإسلام الجامع الإسلام الحاضن إسلام السعة والامتداد والتاريخ في مفاهيم محدودة وأفكار ضيقة تفتح على الدين ثغرة تتسلل منها المصالح والأهواء". وفي حديثه عن رابطة العالم الإسلامي؛ أوضح العيسى أن من بين مهامها بناء علاقات إنسانية مع الجميع تقوم على الوضوح والشفافية والتعاون المتبادل لتحقيق صالح البشرية أجمع. كان العيسى رفع في بداية كلمته تهاني الشعوب الإسلامية إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد أن بلَّغ المولى جلَّ وعلا حجاج بيته هذا الموسم المبارك تحفّهم الرعاية الكريمة والأمن والطمأنينة مبتهجين بأداء هذه الشعيرة ومنوهين بالأثر الميمون للخدمات التي قدمها خادم الحرمين للبقاع الطاهرة. وأمام المقام الكريم؛ أوضح العيسى: "حمَّلتني الشخصيات الإسلامية التي وفقها الله تعالى لحج هذا العام في إطار رابطة العالم الإسلامي؛ شكرها وتقديرها البالغ للاهتمام الكبير الذي تضطلعون به حفظكم الله لخدمة العمل الإسلامي عامة، والحرمين الشريفين خاصة". وأشار إلى تأكيد هذه الشخصيات، وهي وجوه الأمة وشهودها في العلم والدعوة والفكر باختلاف المذاهب، على يُمن هذا الاستحقاق الإسلامي والتاريخي "الذي انتهى إلى رعايتكم المسددة ووجدانكم الإسلامي الكبير".