النقد مطلب إنساني لمواجهة الانحرافات والأخطاء التي تتسلل إلى حياة الشعوب والأمم والأفراد. ومما لا شك فيه بأن هناك من يخلط بين مفهومي النقد والسخرية مع العلم أن النقد الساخر هو أسلوب يتبعه كبار النقاد بعدة أشكال مختلفة، الهدف منه إصلاح المجتمع أو إيصال فكر معين بعيدا عن التشكيك أو التجريح أو الشخصنة، وذلك بالحديث عن أخطاء يقع فيها عامة الناس. والنقد عادة ينصبُّ على فئة معينة من فئات المجتمع كأصحاب الشهرة والمناصب، حيث إن نقد الأعمال لا يعد تجريحا وعلى صاحب هذه الأعمال أن يتقبل النقد، بل يتوقع أن يكون النقد على أبسط الأمور، لاسيما إذا كان النقد بعبارات لطيفة غير جارحة ولا خارجة عن معياري الأدب والذوق بهدف الإصلاح وتدارك الأخطاء. وهذا ما يسمى النقد البناء وهو ما يحرص عليه كل إنسان ناجح ومميز في الحياة. كما كان يقول الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه «رحم الله من أهدى إلي عيوبي» وهذا النوع من النقد نحن بحاجة إليه من أجل أن تنمو مجتمعاتنا وتتطور. وعلى الناقد أن يهتم ويتابع ويكون ذَا خبرة في المجال الذي ينتقده، فلا يستخدم الرموز المصورة ولا الكلمات والعبارات غير المفهومة، إلى جانب عدم توجيه نقده لأسباب شخصية. وعلى الناقد أن يكون متمسكا بمبادئه وأن يرتكز على أدلة وقرائن فيما يتحدث عنه. وأن يوجد الحلول والبدائل ولا يتركها لمن نقده. ومم لا يوجد مجالا للشك بأن النقد اللاذع غير المهذب والجارح الذي يحمل عبارات مسيئة كالهمز واللمز والافتراء والسب والشتم والكذب والإساءة وزعزعة الأمن وتصيد الأخطاء وإثارة البلبلة وعدم مراعاة الحرمات، يجعل الناقد فاقدا لحس المنطق ويريد بذلك جذب انتباه الآخرين. (مطبل). وهذا ما نلحظه هذه الأيام في معظم وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب الارتقاء بأفكار ومفاهيم الأجيال المقبلة كشعب متحضر وفق القيم الإسلامية. ولنا في رسول الهدى أسوة حسنة. قال صَلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».