- إذا تعسّرت بك الحياة فالزم والديك، وابحث عن رضاهما إن كانا حيَّين، وبرّهما إن كانا ميتين، واللهِ ستفتح لك أبواب الخير من حيث لا تدري. – الاستمرار في كتم المشاعر وتغليفها يؤدي إلى تبلد العواطف وجمود الأحاسيس، وهذا ما قد يسبب قسوة القلب. – أحسن نيتك يُحسن الله حالك، وتمنّى الخير لغيرك يأتٍكَ الخير من حيث لا تعلم.. وتذكر أن ربك كريم. – قال تعالى ﴿وآتاكم من كُلّ ما سألتموه﴾ لم يقل سبحانه «بعض» وإنما قال الكريم «كُل»، بيننا وبين فضل الله دعوة صادقة بقلب يُحسِن الظن بربه. -لا شك أن ما أصابك هو ابتلاء واختبار شديد من الله تعالى، فالعين والحسد حق، فهل التمستِ من يقرأ عليه، ولعل مرضه العضوي حق ولكنه لا يعيره اهتمامًا، فهلا ذهبتِ معه لطبيب متخصص، حتى وإن بدا لكِ الأمر مجرد فتور وكسل. هذا مع الصبر والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء أن يفرج عنكِ ما أنتِ فيه، ومواصلة حياتك معه مهما اكتنفها من صعوبات، ليس فقط من أجل حبك له، ولكن من أجل الحفاظ على كيان أسرة مسلمة مستهدفة من ثقافات عدة تريد اختراق مجتمعاتنا من خلال هدم هذا الكيان. حينما ينزل بالمرء ابتلاء شديد ويصبر ويحتسب وهو المخير غير المجبر من أجل قيمة عليا ترتبط ليس بمحيطه فقط، وإنما بمجتمع بل وأمة بأكملها، فإن هذا مما يهون كثيراً من الألم والمعاناة، ويشحذ الصبر، ويشعل جذوة الإصرار على المواصلة والعطاء. «وما كان الله ليضيع إيمانكم». ثقي بهذا تماماً، وسيأتيك الفرج حتماً لا محالة، ويبتلى المرء على قدر إيمانه. أسال الله تعالى أن يزيدك صبراً وثباتاً وحكمة وعطاءً، وأن يعجل لكِ الفرج القريب، ويرزقك وزوجك السعادة في الدنيا والآخرة. - دون شك أن زوجتك لديها أسباب في امتناعها منك، ولنبحث في الأسباب المادية أولاً التي قد تكون سببًا في امتناعها منك، مثل المظهر العام، فهل تحرص على التزين والتطيب لها قبل المعاشرة وتخصيص ثياب أنيقة ولها مظهر ورائحة جذابة تكون خاصة لهذه اللقاءات، وهل تتقن فنون الغزل وكلمات الحب والرومانسية، فكثير من الرجال لا يعطي هذا الأمر أهميته، ولعل حياءها منك لم يسمح لها بالإفصاح عن ذلك، أو أفصحت ولكنك لم تهتم مما أوصلها لمرحلة من اللامبالاة باحتياجاتك وتلبيتها وقت ما تريد كنوع من رد الفعل لعدم اهتمامك بما ذكرته لك. على صعيد آخر، ما حالك معها إذا وقع ما لا تخلو منه أي حياة زوجية من مشكلات أو خلافات؟ هل تعتذر لها إن كنت أنت المخطئ، وهل تقبل اعتذارها إن كانت هي المخطئة، وهل تطوي الصفحات أولاً بأول، أم تحتفظ لها بملفات تشمل أخطاءها وتذكرها بها من حين لآخر، وهل يكون خلافكما راقياً بعيدًا عن التجريح والإهانة أم يقع ذلك منك أو منها، والنصيحة التي ذكرت أنك توجهها لها، فبأي طريقة؟ وما أسلوبك فيها؟ هل بحنان وحب ورحمة؟ أم توصل لها رسائل تفهم منها نفورك واشمئزازك منها؟ كل ذلك مما يخدش صفاء الأجواء بينكما، ويجعل الأنانية تطغى على العلاقة الخاصة، من الطرفين أو أحدهما. ولكن لكل مقدمات نتائج، والحياة بها من الضغوط ما يكفي، والزواج بثانية مع عدم القدرة المادية لن يجلب لك إلا المشكلات وكثرة الهموم، فلئن كان من أهداف الزواج الحصول على المتعة الجنسية، فمع الوقت سيتضح لك أن هناك أهدافًا أخرى لا بد أن تتحقق ليكون الزواج رافداً لاستقراك النفسي والمعنوي وليس الجسدي فقط، فالسكن حيث الاشتياق واللهفة للرجوع للبيت والإحساس بالسعادة عند تلقي رسالة من الزوجة، والمودة التي هي الحب، ويتضح عند إرسال هدية مثلاً مهما كانت بسيطة، والرحمة التي يجب أن تتجلى عند حدوث المشكلات أو الخلافات، تلك هي أطروحة الإسلام لمعنى الزواج والحياة الزوجية. فهناك جوانب أخرى تحتاج للعاطفة والرومانسية، والمادية أيضا، ستطالب بها الزوجة الثانية، فهل ترى في نفسك إمكانية تحقيق العدل بين زوجتين في هذه الحال، وإلا فالمسؤولية كبيرة أمام الله تعالى. أمامك فرصة لمحاولة أخرى مع زوجتك ولا تمل، وحاول في ذات الوقت تحسين وضعك المادي، فلعلك تعاني من ضغوط جراء هذه الحالة المادية المتعسرة، من يدري ربما عند تجاوزها ترى زوجتك من زاوية أخرى تلمح فيها مناطق جمالية لعلك لم تكتشفها بعد. - القلب في الإنسان هو مصدر التغيير ومصدر السعادة ومصدر الإيمان، ومصدر الحب ومصدر الكراهية، والقلب يحتاج إلى أن يرتبط بخالقه حتى يحقق الأمن والاطمئنان. وللوقاية فالنصيحة لكل فتاة وامرأة ينبغي ألا تعطي قلبها وحبها إلا لمن يكون زوجها أو حلالها، وينبغي أن تحترس كل فتاة من ألاعيب شياطين الإنس الذين يحومون حول فريستهم، ويزينون للفتاة بكلمات وأفعال مصطنعة أنه شخص مثالي ورومانسي وهو بعيد كل البعد عن هذه الصفات حتى تحبه ويملكها، وهكذا تخسر كثيرًا مما تملك. حل هذه المشكلة في عدة جوانب منها: أن تعلمي بأن هذه الأفكار ليس لها نهاية سعيدة، بل تحقق مزيداً من الشعور بالضيق والحرمان، وأن تبحثي في زوجك عن أهم ما فيه وتنظري إليه من هذه الجوانب، وأن تساعدي زوجك ورب أسرتك على التخلص من بعض صفاته التي لا تروق لك، وحتى تتخلصي من الأحلام والأفكار اللاإرادية في النوم واليقظة بهذا الشخص، فعليك ألا يكون محور تفكيرك قبل النوم؛ لأن العقل يعمل على آخر خبرة قام بها، ولا يكون رغبتك في رؤيته شديدة؛ لأن الجوعان يحلم بسوق العيش. واستبدلي هذه الصور بأفكار أخرى، ومنها أن تتذكري مواقف جميلة في حياتك، وحاولي أن تضعي أهدافا أخرى في حياتك، ومن هذه الأهداف أولادك، فاسعي على تربيتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة، واستمتعي بحياتك الزوجية، واعلمي أن هذا من رزقك، واسعي إلى تغييرها إلى الأفضل، وحاولي أن تكتبي بعض أفكارك في قصص خيالية أو رومانسية، حتى لا تتحول في داخلك إلى بركان، ولا تفكري فيمن تحبين بصورة مثالية، واعلمي أنه بشر، ومن المؤكد أن لديه نقصا أو قدرا من العيوب، فلا تفكري فيه بصورة مثالية؛ لأنك في هذه الحالة سوف تظلمين زوجك ويؤدي بك إلى كفران العشير، وتذكري على الرغم مما أنت تعيشين فيه من الحرمان بأن الله تعالى رزقك بزوج وأولاد، ويوجد غيرك الكثير لا يوجد عنده ما عندك، فلا تنظري لنفسك على أنك مظلومة في هذه الحياة، واعلمي أن القلب الدائم لذكر الله تعالى قلب مطمئن وهادئ، فلا تنسي ذكر الله تعالى وكثرة العبادة والدعاء، واعلمي أن الله تعالى قريب مجيب الدعاء. - لتتيقن صديقتك إن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها، وما حدث لها في الصغر ليس بإرادتها؛ فلا ينبغي أن تستسلم للحزن والهواجس التي قد تدمّر عليها سعادتها. وأنصحها بأن لا تخبر زوجها بما حدث لها، بل عليها أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، وبدون تخوّف، مستعينة بالله، واثقة من عفتها ونزاهتها. وأنصحها ألا تطيل مدة الخطوبة، فما عقد القران قد تم، فلتعجِّل بالزواج، وبأسرع وقت؛ لأني أخشى أن يجد الشيطان من ذلك الأمر مدخلاً عليها، فيفرق بينهما، ولا خير في تأخير الزواج. ثم ما الداعي لخروجها معه قبل إعلان مراسيم الزواج. الأفضل ألا تخرج معه حتى يتم الزواج وتذهب إلى بيته. عليها أن تطمئن على نفسها، فليس كلَّ اغتصاب يؤثر في المُعتدى عليها، فقد يكون الاعتداء سريعًا وغير عنيف بحيث لا يمزِّق غشاء بكارتها.. وقد فهمت من كلامك أنَّ الاعتداء جرى مرة واحدة. فطمئنيها وهدئي من روعها، وذكِّريها بكثرة الدعاء وسؤال الله السَّتر في الدنيا والآخرة، والاستغفار، والثقة به سبحانه، فهو كفيل أن يسعدها ويجعل كل العواقب حميدة. أسأل الله لك ولصديقتك التوفيق والسَّعادة في الدارين.