أكدت مصادر يمنية أمس تحريرَ مواقع في نهم وتعز من سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، فيما اطَّلع الرئيس، عبدربه منصور هادي، على آخر المستجدات الميدانية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» بشنِّ مقاتلات التحالف العربي 5 غاراتٍ جوية استهدفت تعزيزات وتجمعات وآليات تابعة لميليشيات عبدالملك الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح في منطقة مسورة التابعة لمديرية نهم شرقي صنعاء (وسط). ووفقاً للوكالة التابعة للحكومة الشرعية؛ دمَّرت الغاراتُ 4 أطقمٍ تابعةٍ للميليشيات كانت في طريقها إلى منطقة محلي التابعة للمديرية نفسها، ما أسفر عن مقتل وإصابة جميع المسلحين المتمردين الذين كانوا على متنها، كما استهدفت غارةٌ مخزناً تابعاً للميليشيات ما أدى إلى تدميره بالكامل. ولفتت الوكالة إلى خوضِ أفراد الجيش الوطني المسنودين من المقاومة الشعبية وقوات التحالف معارك عنيفة منذ فجر أمس ومواصلتهم التقدم في اتجاه منطقة محلي. في ذات السياق؛ كتب موقع «المصدر أونلاين» الإخباري اليمني أن المعارك اندلعت مجدداً في نهم، ناقلاً عن «المركز الإعلامي للقوات المسلحة» قوله «القوات الحكومية تقدمت في اتجاه منطقة محلي بالمديرية بعد معارك عنيفة». فيما تداولت مصادر أخرى معلوماتٍ عن تحرير هذه القوات جبال المداوير الاستراتيجية المطلَّة على محلي وتطهيرها ما تبقَّى من مواقع في جبال القتب والوادي القريب من وادي محلي. ونقل أحد هذه المصادر الإعلامية عن «المركز الإعلامي للقوات المسلحة» أن مواقع قرية ووادي محلي والخط الرئيس الرابط بين صنعاءومأرب الذي يمرُّ من الوادي باتت تحت السيطرة النارية للجيش الوطني والمقاومة، ما يعني قطع طريق الإمداد الرئيسة للميليشيات المتمركزة في منطقة بني بارق التابعة أيضاً لنهم. ووفقاً للمصدر نفسه؛ تواصل قوات الجيش الوطني التقدم في اتجاه وادي غليمة وخط صنعاء- مأرب وسط فرار الميليشيات الانقلابية من مواقعها مخلِّفةً عشرات القتلى والجرحى فضلاً عن العتاد والأسلحة. غرباً؛ دارت معارك عنيفة أمس في جبهاتٍ عدَّة بمحافظة تعز، بحسب موقعي «المشهد اليمني» و»المصدر أونلاين». ولفت «المشهد اليمني» إلى وقوع قتالٍ وتبادُلٍ للقصف المدفعي بين قوات الشرعية والانقلابيين في مواقع صالة والمكلكل والكمب وحي العدوة. في الوقت نفسه؛ نقل الموقع عن مصدرٍ ميداني في المقاومة المتمركزة بالمحافظة أن أفراد الجيش والمقاومة حققوا تقدماً نوعياً في مديريتي الصلو وحيفان بعد معارك ضد مسلحي الحوثي وصالح. وأشار المصدر إلى استعادة قوات الشرعية قرية المعبرين وتبة الخزنة والضاحة الحمراء. فيما أورد «المصدر أونلاين» معلوماتٍ عن تحرير قوات الشرعية مواقع في الجبهة الغربية من مدينة تعز التي تعد مركز المحافظة. ونسب الموقع إلى مصدرٍ ميداني أن القوات حرَّرت وادي حنش، فيما قام قسمٌ منها بتمشيط مناطق واقعة بين جبل الهان ومنطقة مدرات، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك ضد الميليشيات قرب تبة موكنه في اتجاه منطقة الربيعي. ولاحظ المصدر تقدُّم قوات الشرعية في اتجاه مفرق شرعب بمنطقة حذران عبر محورين، الأول من جبل هان نحو خط الربيعي، والثاني من اللواء 35 مدرع إلى مصنع السمن والصابون، مشيراً إلى بسط القوات سيطرتها على أغلب المباني المطلَّة على نقطة السمن والصابون بالتوازي مع تقدمها المتواصل شمالي اللواء 35 مدرع. وأجرى الرئيس هادي، بدوره، اتصالاً هاتفياً مساء أمس برئيس هيئة الأركان العامة، اللواء ركن محمد علي المقدشي. وأطلَع رئيس الأركانِ رئيسَ الجمهورية على آخر مستجدات الأوضاع الميدانية والانتصارات المتوالية التي يحققها الجيش بمساندة المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات من مأرب إلى نهم والجوف وتعز وغيرها، بحسب «سبأ». وكتبت الوكالة «نوَّه الرئيس بالانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال الجيش والمقاومة الشعبية بمساندةٍ ودعمٍ من قوات التحالف العربي في مختلف الجبهات في سبيل الانتصار للجمهورية والوطن واستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة بعدما عاثت الميليشيا الانقلابية بها فساداً وتدميراً». واعتبر هادي، خلال الاتصال، أن حنكة مختلف القيادات العسكرية والميدانية في مختلف الجبهات كان لها «الأثر في تحقيق مزيدٍ من الانتصارات الكاسحة على الميليشيا الكهنوتية البغيضة». بينما شدد اللواء المقدشي على سير الجيش والمقاومة وفق الخطط المرسومة سلفاً، وتوقَّع أن يكون النصر حليفها حتى تتم استعادة مؤسسات الدولة وتطهير البلاد من الميليشيات الانقلابية. ونقل المقدشي إلى الرئيس تقديرَ ضباط وصف وجنود الجيش والمقاومة لاهتمامه بمجريات الأوضاع العسكرية في مختلف الجبهات. في غضون ذلك؛ وصل نائب الرئيس، الفريق علي محسن الأحمر، إلى مديرية عسيلان في محافظة شبوة (جنوب شرق) برفقة عددٍ من المسؤولين العسكريين بينهم اللواء المقدشي، بحسب مسؤول حكومي. والتقى الأحمر قيادة الألوية العسكرية والمقاومة الشعبية وزعماء القبائل في شبوة، فيما اطَّلع على الجبهات واحتياجاتها العسكرية واللوجستية، بما في ذلك الترتيبات الجارية لبسط نفوذ الدولة على المحافظة بالكامل. وعشيّة الزيارة؛ انتشرت قوات تابعة للواء 30 مشاة في شوارع مدينة عتق (مركز المحافظة)، وتمركزت في المداخل والمخارج، كما رُفِعَت حالة التأهب ومنعت دخول السلاح استعداداً لاستقبال نائب الرئيس الذي يعد أرفع مسؤولٍ حكومي يزور شبوة منذ طرد الانقلابيين منها.