قصف طيران نظام الأسد مدينة داريا المحاصرة في ريف دمشق بأكثر من 50 برميلاً متفجراً منذ صباح أمس، بعض هذه البراميل يحوي النابالم الحارق المحرم دوليّاً، ما أخرج المشفى الميداني الوحيد في المدينة عن الخدمة بشكل كامل. ويستهدف نظام الأسد بحملة قصف مكثف المراكز الحيوية في داريا، لاسيما مركز الدفاع المدني والمشفى الميداني، الذي تعرض لاستهداف مباشر يوم الثلاثاء الماضي بالبراميل المتفجرة وبراميل النابالم الحارق أخرجته عن الخدمة مؤقتاً، لكن النظام أعاد قصفه مجدداً ليل الجمعة بأربعة براميل نابالم أخرجته عن الخدمة بشكل نهائي، وهو المشفى الوحيد الموجود في المدينة الذي يقدم خدماته ل 8300 مدني خلال سنوات الحصار الأربع. وطالب المجلس المحلي للمدينة في بيان الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات ملزمة لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الأسد ضد السوريين، والوقف الفوري لعمليات القصف العشوائي، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فوراً إلى المدنيين داخل داريا. وأضاف البيان: "إن سياسات التجاهل المتّبعة وغياب الضغوط السياسية والقانونية المطلوبة لوقف تلك الجرائم التي تستهدف تدمير البنى التحتية ذات الأغراض الخدمية والمدنية والصحية، يشكل دليلاً على انحطاط الواقع الدولي، وتردي استجاباته الإنسانية والأخلاقية من أجل وقف الأعمال الوحشية التي ترتكبها قوات النظام". ولفت بيان المجلس إلى أن هذا التجاهل هو "تعبير مستمر عن انهيار في منظومة القوانين والمؤسسات الأممية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين، وعجز مشين عن اتخاذ أي خطوة لإنقاذ الشعب السوري طيلة السنوات الماضية ومحاسبة مرتكبي الجرائم". من جهته، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كلّاً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول المساندة للشعب السوري بالعمل على وقف جرائم نظام الأسد وروسيا بحق المدنيين على الفور. وفي تصريح صادر عن مكتب الائتلاف الإعلامي أمس، دعا الائتلاف إلى وضع حد لنظام الأسد وروسيا ومنع أعمال القتل والتدمير والتهجير، بكل ما يترتب على ذلك من تقويض لفرص التسوية السياسية إلى نحو ينهي معاناة الشعب السوري. ويتعرض ريف حمص الشمالي إلى حملة إرهابية ممنهجة تشنها طائرات النظام وروسيا، وأسفر قصف يوم الجمعة عن استشهاد 13 مدنيّاً على الأقل وجرح 30 آخرين، سقط معظمهم في مدينة الغنطو في ريف حمص، فيما طالت الغارات مدن وبلدات الرستن وتلبيسة وتير معلة والزعفرانة وغيرها. كما تعرض حي الوعر في حمص لقصف استهدف مشفى "البر" ومناطق سكنية مخلفاً إصابات بين المدنيين ودماراً في المشفى، بالتوازي مع حصار خانق وترويج لشائعات تسعى لبث الرعب في صفوف أهالي الحي المنكوب. وأكد الائتلاف الوطني أن هذه الهجمات الإجرامية المدانة ومثيلاتها، لن تنجح في كسر إرادة السوريين بالرغم مما تسببت فيه من دمار وموت، محذراً من عواقب الاستمرار في السكوت عن جرائم النظام وروسيا بحق المدنيين.