أصبحت كلمة «مليون» مألوفة على مسامعنا، كما أصبحت كلمة «اللاجئين» لدينا عادية جداً. في هذا المقال سألقي نظرة عامة على الحالات الإنسانية الطارئة، وعدد المحتاجين العرب للمساعدات الإنسانية للعام 2015 علماً بأن الإحصاءات الواردة بالمقال موثقة من قبل الأممالمتحدة. حسب تقرير الأممالمتحدة ديسمبر 2015 بلغ عدد المشردين داخلياً جراء النزاعات المسلحة وأعمال العنف رقماً قياسياً وهو (40.8 مليون شخص) بزيادة قدرها 2.8 مليون شخص عن الأرقام المسجلة في عام 2014. وفي منتصف عام 2015، كان مجموع اللاجئين في العالم (20.2 مليون شخص) وهو أعلى رقم يسجل منذ عام 1992. فعدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية في العراق تقريباً (10 ملايين شخص)، وبلغ عدد المشردين داخل العراق أكثر من (3.3 مليون شخص). ومازال نحو 3 ملايين شخص يعيشون في مناطق يصعب دخول المساعدات إليها. مع الأسف أصبحت كلمة (مليون) في تقارير الأممالمتحدة ووسائل الإعلام دارجة جداً، فعندما تطلع على تلك الأرقام المخيفة المعبرة عن معاناة ومأساة ببلد مجاور لك، تحمد الله بأنك في بلد آمن. علماً بأن العراق استضاف نحو 245.000 لاجئ سوري (حسب مصادر الأممالمتحدة) مما يزيد الأوضاع سوءاً؛ حيث إن المستضيف والعربي المستضاف يعانيان. في عام 2015 ارتفعت نسبة تدهور الحالة الإنسانية في ليبيا بسبب استمرار الأزمتين السياسية والأمنية. فقد بلغت نسبة المحتاجين للمساعدات الإنسانية (4.2 مليون شخص)، ووصلت نسبة المشردين إلى (435.000 شخص)، ووصلت نسبة المهاجرين لدول أخرى (مليوني شخص) مع وفاة مئات المهاجرين في البحر غرقاً. وأصبحت سوريا عبارة عن أرض فضاء تكتظ بجثث القتلى وحطام مبانٍ دُمرت بواسطة نظام دكتاتوري شعاره الموت لجميع الشعب لأبقى رئيساً. فمنذ عام 2011 قتل النظام السوري أكثر من 250.000 مواطن سوري وجرح وشرد الملايين منهم بلا رحمة. فوصلت نسبة المشردين السوريين في الداخل تقريبا إلى 5.6 مليون شخص، وبلغت نسبة اللاجئين إلى بلدان أخرى نحو 6.4 مليون شخص، وبلغ عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية الطارئة (13.5 مليون شخص) بينهم أكثر من (6 ملايين طفل). علماً بأن نحو (6.4 ميلون) يعيشون في مدن ومناطق يصعب دخول المساعدات الإنسانية إليها؛ لذلك يتم إدخال المساعدات عن طريق الإنزال الجوي. ويوجد أكثر من (486.700 شخص) محاصرين في مناطق من قبل النظام المجرم، ويعاملون معالة بشعة جداً. فبسبب تدخلات سرطان الكرة الأرضية (إيران) أصبح اليمن الشقيق غارقاً في الأزمات الإنسانية وعدم الاستقرار السياسي والأمني. فبلغ عدد المشردين بداخل اليمن (5.2 مليون شخص)، وارتفعت نسبة المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى (82% من السكان) ليكون عدد الأشخاص الذين عجزوا عن الوصول للمياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي (4.19 مليون شخص) وعدد الأشخاص الذين لم يحصلوا على الرعاية الصحية الكافية يقارب (1.14 مليون شخص)، بينما وصل عدد المفتقدين إلى الأمن والغذاء إلى أكثر من (14 مليون شخص). علماً بأن أعلى نسبة تبرعات بالمساعدات الإنسانية للإخوة باليمن هي من المملكة العربية السعودية وقوات دول التحالف. فشعار المملكة العربية السعودية وقوات التحالف الوحيد (هو تحرير وتطهير اليمن من سرطان إيران)؛ لكي يصبح اليمن بقيادة يمنية مستقلة مستقرة. عزيري المواطن هذه أرقام تحرق العيون دمعًا، آثارها بادية عيانا في بلدان عربية مجاورة لنا، أليس هذا ما يثبت لنا أن المواطن الملكي مغبوط على حياته ومعيشته وعلى الأنظمة الملكية العربية؟!. أيها المواطن علينا أن ندرك أن هناك دولاً ومنظمات مدعومة من قبل السرطان الإيراني وحلفائها تسعى بخبث لزعزعة علاقة الحب المتينة بين الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط وشعوبها، وتركيزهم على استغلال فئة المواطنين الشباب. يجب علينا أن نتكاتف سوياً لمحاربة تلك الأجندة الخبيثة، وأن نبذل الغالي والنفيس للدفاع عن أنظمتنا وحكومتنا ومجتمعاتنا، وأن نفتخر بأننا مواطنون نعيش تحت أنظمة ملكية قوية تربطنا بها علاقة لا يهزها أي تحالف خبيث. حمداً لله الذي خصنا بالعيش تحت نظام ملكي يتمتع بقانون عادل نعيش تحت ظله بأمن وأمان وحكومة تبذل الغالي والنفيس لإسعاد شعبها. فنحن كمواطنين نتضامن بيد واحدة مع رجال أمننا البواسل الساهرين لحماية الوطن والمواطن؛ للتصدي لأصحاب النيات الفاجرة وكل من أراد بنا وببلادنا سوءاً؛ فالإحصاءات الواردة في المقال كفيلة بأن تجعلنا نستشعر مدى قوة وصلابة الأنظمة الملكية ومدى متانة العلاقة بينها وبين شعوبها؛ حيث طغى الإيثار فيها، بينما رددت شعوب الربيع العربي بحسرة (خذوا المناصب واتركوا لنا الوطن).