كشف تقرير عسكري أعده وزير الدفاع حول العمليات التي تعرضت لها قوات الجيش من قِبَل تنظيم القاعدة عن تنامٍ مخيف لقوة التنظيم وسرعة تمدده في المحافظات الجنوبية والشرقية وعدد من المحافظات الأخرى خلال الأشهر الأخيرة المنصرمة. وبيّن التقرير أن القاعدة أصبحت تمتلك خلايا في كل محافظات اليمن، وأن الحرب على القاعدة لابد أن تكون شاملة وتشارك فيها كل فئات المجتمع. واعترف التقرير بقصور في العمل المخابراتي، ودعا إلى توحيد الجهود الاستخباراتية والأمنية والعسكرية والعمل برؤية واحدة وخطة متناسقة لمواجهة القاعدة ودحرها. وبيّن التقرير أن القوات المسلحة تبذل جهودا كبيرة لمواجهة خطر القاعدة لكن هذه الجهود لا تكفي وحدها، ويجب أن تشارك جميع أجهزة الأمن والمجتمع في الحرب على الإرهاب. وأكد التقرير الذي استعرضته الحكومة في جلسة استثنائية على ضرورة مشاركة المجتمع الدولي في مواجهة خطر القاعدة في اليمن ودعم الجهود العسكرية والأمنية اليمنية بشتى الوسائل المطلوبة. ولفت التقرير إلى أن انقسام القوات المسلحة وتصارع القادة العسكريين يعد أحد أسباب تمدد نشاط القاعدة، وحثت الحكومة لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار على سرعة البدء بالترتيبات والإجراءات العملية لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن. وألزمت الحكومة في اجتماعها المحافظين والمسؤولين العسكريين والأمنيين بالمحافظات بتحمل مسؤولياتهم الوطنية في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار.. مؤكدا أن الحكومة لن تتهاون في محاسبة المقصرين. وأقرت الحكومة تشكيل لجنة وزارية من وزراء الدفاع والداخلية والإدارة المحلية والعدل والخدمة المدنية تتولى بالتنسيق مع لجنة الشؤون العسكرية دراسة كل الاختلالات الأمنية الموجودة والتحقيق فيما حدث في أبين والتحقق من قدرات المسؤولين المباشرين في المحافظات التي يوجد بها اختلالات أمنية. ووجهت الحكومة الأجهزة المختصة بالتنسيق مع لجنة التحقيق المشكلة من اللجنة العسكرية بضرورة التحقيق الجاد والسريع في ملابسات العمل الإرهابي الذي حدث في محافظة أبين ونتائجه الكارثية التي أودت بحياة ذلك العدد الكبير من الشهداء ومحاسبة المتورطين. وأكدت الحكومة أنها لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الرادعة لاستئصال الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، وتقديم كل الدعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها على الوجه الأمثل. من جانب آخر حذر تنظيم القاعدة في تصريح لمتحدث باسمه الحكومة والولايات المتحدةالأمريكية من أي هجوم على عناصر التنظيم في محافظة شبوة وقال: إنه سيتم الرد على الجانب الأمريكي في حال أقدمت طائراته على ضرب منطقة عزان. وقال التنظيم إن حديث وزارة الداخلية عن وجود مسلحي القاعدة في عزان بمحافظة شبوة واستعدادهم لإعلان حضرموت إمارة إسلامية هو تمهيد لهجمة على منطقة عزان. في غضون ذلك نظم شباب الثورة في عدد من محافظات اليمن مظاهرات حاشدة منددة بالهجوم على قوات الجيش في أبين، وطالبوا رئيس الجمهورية بإقالة أقارب الرئيس صالح من مراكزهم في الجيش وحمّلوهم المسؤولية عن هذه الهجمات، واتهموهم بالتآمر على الجيش والعمل مع تنظيم القاعدة.