وصف رؤساء تحريرٍ مصريون جهود المملكة الإغاثية بأنموذجٍ يتوجَّب على الدول الغنيَّة، نفطيةً وغير نفطية، تعميمه بما يدعم العمل الإنساني تجاه المناطق المنكوبة. واعتبر رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، فهمي عنبة، أن ما تقوم به المملكة من دورٍ إنساني وإغاثي في اليمن وسوريا يستهدف مصلحة الشعبين قبل أي شيء آخر. وفيما نوَّه عنبة بدور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في دعم الشعب اليمني؛ انتقدَ موقف بعض المنظمات الدولية مما يجري في اليمن. واتهمَ هذه المنظمات بتوجيه التهم لمن يدافع عن الشرعية وتناسي أن ميليشيات الحوثي وصالح هي من جنَّد الأطفال في الحرب الدائرة. ولاحظ عنبة تقديم المملكة معوناتٍ على الدوام سواء بشكل مباشر أو عبر الأممالمتحدة، فضلاً عن مساعداتٍ إنسانية للجرحى ومعالجتهم والأُسر التي فقدت عائلها في كل من اليمن وسوريا «وهو دورٌ إنساني امتد ليشمل اللاجئين السوريين في دولٍ مثل الأردن وتركيا ولبنان». فيما لاحظ رئيس تحرير بوابة «الأهرام» الإلكترونية، هشام يونس، تركيز المملكة على تقديم المساعدات دون تمييز على أساس الدين أو العرق، معتبراً ذلك أنموذجاً يُقتدى به. وأشار يونس إلى احتلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مكانة مرموقة على صعيد العمل الإنساني العالمي، بفضل ما يوفره من برامج إغاثية. بدوره؛ اعتبر رئيس تحرير صحيفة «الأخبار» المسائي، جمال حسين، المملكةَ مصدر عطاءٍ لا ينضب ومحطة أمانٍ لا ينقطع. وأشاد خصوصاً بمركز الملك سلمان وبالحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين. ورأى أن المركز والحملة يميزان الوقفة السعودية الجادة مع الشعبين اليمني والسوري في إطار خطط مدروسة ومنفذة بعناية. واستشهد حسين بتقديم المملكة نحو 100 برنامج إنساني تتنوع بين الإغاثة العاجلة، وتقديم المساعدات الطبية والبيئية، بالتنسيق مع عديدٍ من المنظمات. في السياق ذاته؛ ذكَّر رئيس تحرير صحيفة «الأخبار»، أسامة عجاج، بأن الدعم الإنساني المقدَّم تجاه اليمن ليس استثناءً في سياسة السعودية، لأنها دأبت خلال حقبٍ عديدةٍ على تقديم عديد المساعدات إلى كثيرٍ من دول العالم التي تستحق المساعدة بصرف النظر عن اسم هذه الدولة أو طبيعة نظامها أو حتى علاقتها بالرياض «لأن الأمر الحاكم في ذلك هو الدور المنوط بالمملكة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعوب التي تحتاج المساعدات بشكلٍ عام». ونوَّه عجاج باستضافة المملكة آلاف السوريين الذين غادروا بلادهم هرباً من الصراع. ولاحظ أن هؤلاء يُعامَلون معاملة ممتازة ويحصلون على الخدمات من تعليم وغيره، آخذاً في الاعتبار ما يمرون به من ظروف إنسانية. ولفت في الوقت نفسه إلى دعم المملكة المؤتمرات الثلاثة التي استضافتها الكويت ولندن لجمع المساعدات المالية لصالح الشعب السوري، حيث «كانت المملكة من أوائل الدول التي خصصت مبالغ مالية كبيرة لمساعدة خطط الأممالمتحدة لإغاثة الشعب السوري سواء داخل سوريا أو في دول الجوار السوري التي تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين». وأدان عجاج، في المقابل، فرض ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا حصاراً على مدينتي تعز وحلب. واتهم المنقلبين على الشرعية اليمنية بمنع وصول المساعدات التي ترسلها عديدٌ من الدول وفي مقدمتها المملكة، إلى سكان تعز المحاصَرين، وهو ما يتكرر في حلب التي يحول نظام الأسد دون وصول المساعدات إليها رافضاً إقامة ممرات آمنة للمدنيين. ووصف عجاج عملية إعادة الشرعية إلى اليمن بأنها إنقاذٌ لدولة عربية من أن تكون جزءاً من مخطط طائفي يتجاوز حدود الإقليم، مشيداً بالموقف السعودي من الأزمة السورية كونه يتسم بالوضوح ويسعى إلى تمكين الشعب السوري من تحقيق تطلعاته.