كشفت محطة «سكاي نيوز» البريطانية عن الآلية التي تعمل روسيا عليها في تجنيد المرتزقة، الذين يتم إرسالهم إلى سوريا للقتال مع بشار الأسد ضد الشعب السوري، من خلال شركات خاصة، ركزت المحطة على تجربة شركة عسكرية سرية خاصة تعمل باسم «فاجنر» تعمل بالوكالة عن وزارة الدفاع الروسية، بحسب ترجمة شبكة شام الإخبارية. وكشف التقرير الذي أذيع أمس في المحطة، وتابعته «الشرق» عدداً من المقاتلين الروس، بعد أن نجوا من «الجحيم» الذي دفعوا إليه على حد وصفهم، أنه تم تجنيدهم من قبل شركة «فاجنر»، وتم نقلهم جواً إلى سوريا على متن طائرات النقل العسكرية الروسية. وتحدث أحد «المقاتلين المرتزقة»، ويدعى ألكسندر ل «سكاي نيوز» قائلا: «التقيت برجال، يمثلون شركة فاجنر العسكرية الروسية، قالوا إنهم يلتمسون بعض المواهب العسكرية الخاصة لدي. وقدموا لي عرضا بالعمل، لم تكن معي نقود وبالتالي وافقت». وسرد ألكسندر الحالة التي عاشها شباب أمثاله؛ إذ كان يقاتل متطوعاً مع المتمردين في أوكرانيا، ثم حصل على عرض عمل يقتضي انضمامه لقوة خاصة تستعد للقتال في سوريا. وبينت المحطة أن ألكسندر هو واحد من المئات أمثاله، جُندوا في روسيا، بعضهم تقدم للتجنيد بناء على إعلان توظيف على الإنترنت يقول: «إن شركة تدعى فاجنز تبحث عن أشخاص لائقين بدنياً، ومستعدين للقتال مقابل نحو 4 آلاف دولار في الشهر». أما ديمتري هو الآخر فيقول: «ذات يوم جاء إلي أحد الأصدقاء، وتحدث معي بشأن إعلان التوظيف، لم أصدقه في البداية. لكننا بالفعل اطلعنا على الإعلان المنشور على الإنترنت. ثم قررت أنا وثلاثة أصدقاء أن نمضي في هذا الطريق، وكان دافعنا الأساسي هو الحصول على المال». وسلمت وزارة الدفاع الروسية، لشركة «فاجنر» بعضا من قاعدة تابعة للقوات الخاصة في مولكينا جنوبي روسيا بهدف تدريب المجندين للتأهب للقتال. أما المقاتل الروسي الآخر ويدعى جيف فيقول: «كان التدريب مكثفا جداً، وشمل طرق استعمال السلاح والآليات، كالبنادق والمدفعية والصواريخ والدبابات وناقلات الجنود المدرعة». وبعد انتهاء التدريب، نقل المجندون إلى قاعدة حميميم في اللاذقية. وأشار ألكسندر إلى أنه نقل إلى هناك في وحدة فاق عدد أعضائها 500 مقاتل، مضيفا: «كان معي 564 مجنداً، حين نقلنا إلى القاعدة. وكنا موزعين بين الاستطلاع والدفاع الجوي والمشاة والدبابات والمدفعية الثقيلة». أما ديمتري فيقول إنه لم يكن لديه أي تجربة أو سوابق قتالية، وكان ضمن وحدة ضمت 900 مقاتل حين نقلوا إلى حميميم، وبعد وصولهم وضعوا في شاحنات، وكان المشهد مخيفاً. وأكد الكسندر أنه ألقي به في العمليات القتالية في مدينة تدمر، في وقت سابق من هذا العام، وأنه استخدم كبش فداء، فيما يقول المجندون إنهم وجدوا أنفسهم في مهمات قاتلة وكأنهم «قطع من اللحم ألقيت لكلاب جائعة». وأضاف: «يومها قال داعش إنه قتل 5 من الروس. وبث لقطات توضح بعض عتادهم، إضافة إلى صور من الهاتف، بعضها التقط في أوكرانيا، لمقاتلي فاجنر». وعلى إثر هذا عاد ديمتري إلى بلاده بعد أسابيع من القتال، ويقول إن ما بين 500 إلى 600 مجند عادوا أيضاً، بينما أبلغهم بعض مسؤولي «فاجنر» أن المئات من المجندين لن يعودوا أبدا فقد لقوا حتفهم.