ترتبط المزارعة الأحسائية غزال الحميدي بعلاقة قديمة مع الزراعة بدأت منذ الطفولة، خاصة أن والدها كان مزارعاً من الدرجة الأولى يمتلك مزرعة كبيرة لا زالت، وإخوتها متمسكون بها، حيث اعتادوا قضاء وقت طويل في المزرعة برفقة أمهم، التي كانت تساعد أباهم في مهنته. تحدثت الحميدي ل»الشرق»، وقالت: «بحكم تعلقي الكبير بأبي، عشقت الزراعة. وكما مارستها في السابق مع أبي، أمارسها اليوم مع زوجي عقب تقاعده عن العمل، وأفخر بأنني كنت دليله الزراعي في استصلاح مزرعة اشتراها، لأن معلوماته الزراعية كانت محدودة جداً، وأعجز عن وصف سعادتي وأنا أرى نتائج عملي في رعاية الأرض التي بدأنا نجني ثمارها». وأضافت: «لا يتوقف عملي عند الاعتناء بالنخيل والتشذيب والتسميد، بل أنني أزرع الكوسا و الباميا في موسمهما والليمون والقرع الحساوي؛ لنأكل من خيرات الأرض، ويمكنني الجزم أن الساعات التي أقضيها في المزرعة منذ باكورة الصباح حتى الرابعة عصرا هي أجمل ساعات يومي، وعلمت ابنتي الصغيرة كثيراً من الأعمال الزراعية البسيطة وغرست حب الأرض في نفوس كل أبنائي، بالإضافة إلى أنني بالزراعة أحمي نفسي من أمراض الشيخوخة وتقدم السن التي تداهم الكسولات فور وصولهن للخمسين». مهنة قديمة وتؤكد الحميدي أنها ليست الوحيدة المولعة بالزراعة، فمثلها كثيرات، فالمرأة الأحسائية اشتهرت منذ القدم بخبرتها في الزراعة وممارستها لها من باب مساندتها لزوجها في كسب الرزق، وتأمين لقمة العيش وحبها المتوارث للزراعة وشغفها بها وإخلاص المرأة لزوجها، وتفانيها في خدمته الأمر الذي كان يدفعها لمساعدة زوجها برضا وطيب نفس حتى في أعمال الزراعة الشاقة، ومن أكثر الأعمال الزراعية التي تجيدها المرأة تشذيب الزرع وحصد الأرز الأحسائي وزراعة الريحان والخضار، بالإضافة لتنظيف التمور وتعبئتها وتربية الدجاج والمواشي. و تقترح الحميدي إدراج السيدات في العمل بمصانع التمور، وقالت: «يحملن خبرة ومهارة عالية في هذا المجال، و يمكن لهذه الخطوة أن تسهم في تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة النسائية؛ ما سيفتح باب رزق لكثيرات من المحتاجات من الأرامل و المطلقات، ممن لا يملكن شهادة علمية و لكن لديهن مهارة مهنية».