اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، أن دولة جنوب السودان باتت على شفير الهاوية بعد تجدُّد القتال وعمليات الاغتصاب التي أعقبته. وأبدى الأمين العام، أمام مجلس الأمن الدولي، شعوره ب «الاشمئزاز من حجم العنف الجنسي» في هذه الدولة، إذ سجَّل مسؤولو حقوق الإنسان في الأممالمتحدة 120 حالة اغتصابٍ على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وخلال نقاشٍ مفتوحٍ حول السلام في إفريقيا؛ أوضح بان كي مون «في أثناء لقائنا؛ لا يزال جنوب السودان يقف على شفير الهاوية، لقد ضاعت وعود الدولة الفتيَّة بالسلام والعدالة والفرص». واندلعت الحرب الأهلية في هذا البلد نهاية عام 2013 بعد سنتين ونصف السنة من انفصاله. وانهار اتفاق السلام، الموقَّع الصيف الماضي، خلال معارك اندلعت في جوبا هذا الشهر. ودعا بان كي مون إلى فرض حظر على الأسلحة وعقوبات على جوبا، لكن المجلس لم يؤيد ذلك بعدُ. ووزَّعت الولاياتالمتحدة، بدورها، مسوَّدة قرارٍ لتمديد مهمة البعثة الأممية في جنوب السودان حتى الثامن من أغسطس المقبل. واعتبر دبلوماسيون أن ذلك سيتيح الوقت لمناقشة قرار آخر لفرض حظر على الأسلحة وتشكيل قوة إقليمية لإعادة الاستقرار إلى جوبا. ووافق القادة الأفارقة، في وقتٍ سابق هذا الشهر، على نشر قوة حماية إقليمية في جنوب السودان، وطلبوا من مجلس الأمن السماح بالموافقة على تفويض سَريَّة للتدخل. وتتعرض البعثة الأممية في جوبا إلى انتقاداتٍ لعدم قدرتها على حماية المدنيين ووقف أعمال العنف الأخيرة. وتحقِّق قيادة البعثة في اتهاماتٍ لجنود القوة الدولية بقاعدة جوبا بعدم التدخل عندما استنجدت امرأة بهم أثناء اعتداء جنديين عليها قرب مدخل القاعدة. وقُتِلَ حوالي 300 شخص في أعمال العنف التي اندلعت في التاسع من يوليو، واحتمى نحو ألفٍ في القاعدتين الأمميتين. ورداً على عمليات الاغتصاب؛ كثفت قوات الأممالمتحدة، البالغ عددها 13 ألفاً و500 عنصر، دورياتِها، وفق المتحدث باسم المنظمة، فرحان حق. وأعلن المتحدث «نأخذ على محمل الجد الادعاءات القائلة إن قوات حفظ السلام لم تساعد الناس الذين يواجهون مخاطر». وشدد «ستكون هناك عواقب وخيمة إذا فشلت تلك القوات في مهمتها». ووفقاً لتقارير صحفية؛ فإن عناصر نيباليين وصينيين في القوات شهدوا على هجومٍ ضد امرأة ارتكبه جنودٌ من جنوب السودان بالقرب من قاعدة أممية «لكنهم لم يتدخلوا على الرغم من النداءات التي أطلقتها الضحية». وأورد فرحان حق معلوماتٍ عن عنف جنسي مارسه جنودٌ تابعون لحكومة جوبا بالزي الرسمي، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعي لمدنيين بالقرب من قاعدة أممية وفي مناطق أخرى من العاصمة. وبعض الضحايا كانوا من الأطفال، وفقاً له.