سحبت إيطاليا من البحر المتوسط رفات نحو 169 مهاجراً، في حين اكتشفت شرطتها شبكةً لتهريب البشر واعتقلت العشرات. وأفاد متحدثٌ باسم عناصر الإنقاذ، أمس الإثنين، بسحبهم رفات عشرات الأشخاص من سفينةٍ انتشلتها البحرية بعد أكثر من عامٍ على غرقها وعلى متنها مئات المهاجرين. وأبحرت هذه السفينة من ليبيا في 18 أو 19 إبريل 2015 وغرِقَت بعد اصطدامها بسفينة شحن برتغالية أتت للمساعدة، ولم ينج سوى 28 شخصاً قالوا إن عدد الركاب كان يزيد عن 800. وهيكل السفينة، الذي انتشلته البحرية الإيطالية من على عمق 370 متراً بتكاليفٍ باهظة، وُضِعَ مساء الجمعة في موقعٍ قرب قاعدةٍ للحلف الأطلسي في منطقة أوغوستا في صقلية. والحادث يعد الأسوأ في المتوسط منذ عقود. وتوقع لوكا كاري، وهو المسؤول عن الإعلام في إطار هذه العملية، إخراج آخر الرفات خلال 10 أيام، مشيراً العمل دون توقف. وقام رجال الإنقاذ بتنظيف ظهر السفينة حيث عثروا على «رفات عديدة» تعود على الأرجح لعشرات الأشخاص، كما قال كاري. وتمكَّن المنقذون بواسطة كاميرا من رؤية طبقة من الهياكل العظمية في قعر الهيكل. وووصف كاري العملية ب «صعبة جداً من الناحيتين التقنية والإنسانية» ف «الإنسان يعجز عن رؤية مثل هذه المآسي والفظاعات»، كاشفاً عن توفير فريق دعم نفسي للعاملين. في الوقت نفسه؛ انتشر أطباء شرعيون في الموقع لكشف هوية الضحايا الذين سيُدفَنون لاحقاً في مقابر مختلفة في صقلية. وإضافةً إلى الجثث ال 50 التي انتُشِلَت يوم الحادث؛ عثرت البحرية الإيطالية على أكثر من 169 جثة على هيكل السفينة وقربِها. ومنذ عام 2014؛ تُوفِّيَ أو فُقِدَ أكثر من 10 آلاف مهاجر أثناء محاولتهم الوصول عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، بحسب المفوضية الأممية العليا للاجئين. في شأنٍ متصل؛ اعتقلت الشرطة الإيطالية 25 إريترياً و12 إثيوبياً وإيطالياً واحداً أمس، قائلةٍ إنهم أعضاءٌ في شبكةٍ هرَّبت آلاف المهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا. وكشفت الشرطة، في بيانٍ لها، عن اعتقالها أفراد الشبكة في 10 مدن، ووجَّهت لهم الاتهام بتهريب البشر والمخدِّرات وجرائم مالية مختلفة، لافتةً إلى استفادتها من شهادة إريتري أُلقِيَ القبض عليه في عام 2014. وطبقاً للبيان؛ أتاحت شهادة الرجل مداهمة متجر صغير للعطور في وسط روما في ال 13 من يونيو الماضي، حيث عُثِرَ على 526 ألف يورو (585 ألف دولار) و25 ألف دولار نقداً ودفتر عناوين به معلومات عن أعضاء الشبكة. وتحملت إيطاليا كثيرا من عبء أزمة المهاجرين الأسوأ أوروبياً منذ الحرب العالمية الثانية، إذ وصل نحو 60 ألف مهاجر على متن قوارب إلى سواحلها هذا العام.