يتميز شهر رمضان في الصين بالعديد من الأنشطة المنزلية والدينية التي يمارسها الصينيون، مثل تنظيف المنزل كاملا وشراء العطور والبخور وتلاوة القرآن قبل صلاة التراويح والاحتفال بليلة القدر. ولا يعاني مسلمو الصين من صعوبة في تحديد دخول الشهر، فالجميع ملزم بالتقويم الهجري الصادر عن الجمعية الإسلامية الصينية والتي تحدد فلكيا شهري شعبان ورمضان بثلاثين يوما، التحديد المبكر لا يقتصر على رمضان، بل يشمل كافة المناسبات الدينية، ولا يتغير النمط اليومي لحياة مسلمي الصين في رمضان سوى في بعض الأماكن، حيث يشكلون كثافة عددية ويبلغ عدد مسلمي الصين في الغالب نحو 20 مليونا من أصل مليار وثلاثمائة وخمسين مليون نسمة هم تعداد سكان الصين، ويسمي الصينيون رمضان «باتشاي». زيارة القبور يجتهد مسلمو الصين للحفاظ على العادات التي تعودوا عليها منذ الصغر، فقبل دخول شهر رمضان تنشط التوعية الدينية المتعلقة بالصيام، وتتزين المنازل بلوحات تحمل آيات قرآنية، فيما تتزين المساجد بالأعلام الملونة وتخضع للنظافة العامة من الداخل، فضلا عن عمليات التجديد واستبدال السجاد القديم، وفي هذا الشهر يمتنع الصينيون من زيارت القبور في رمضان، وتمتلئ مساجد الأقاليم الإسلامية بالمصلين، وتقام حلقات الدرس التي يقدم فيها أئمة المساجد الدروس للمسلمين، خاصة التي تتعلق بالصوم وآدابه. 988 مطعما يتكون إفطار المسلمين الصينيين من التمر والحلوى والشاي المحلي، وعقبها التوجه إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة، ويصلي المسلمون في الصين صلاة التراويح 20 ركعة، ويحرص مسلمو الصين على أداء الصلاة وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر، ويبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن. وتنشط المطاعم الإسلامية المحيطة بالمساجد في رمضان، على تقدم الوجبات الشرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، إلى جانب العديد من الأطباق والحلويات الصينية، ويوجد فيها أكثر من 988 مطعما ومتجرا للأطعمة الإسلامية، ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر بين مسلميها لحم الضأن المشوي. صيام الأطفال ينقسم المجتمع الصيني المسلم إلى عدة أقسام، فهناك المناطق ذات التجمع الانفرادي للمسلمين أو تلك التي يشكلون فيها أغلبية سكانية، وهذا يشمل مقاطعة «نينغ سيا» ذات الأغلبية السكانية من قوميه الخوي (إحدى ال56 قومية التي تتكون منها الصين، وهي أكبر القوميات المسلمة العشر في الصين) وهذه المقاطعة تتمتع بحكم ذاتي مستقل، إضافة إلى مقاطعة شينجيانغ (تركمانستان الشرقية) ذات الأغلبية من قومية الإيغور المسلمة ذات الحكم الذاتي المستقل، وبعض التجمعات الريفية ذات الأغلبية المسلمة والتي يكون فيها صوم رمضان إلزاميا منذ مراحل العمر المبكرة، وهذه المقاطعة تلزم الإناث بالصيام في عمر التاسعة والذكور في الثانية عشرة، ومن لم يطبق هذه القاعدة دون عذر يعاقب بالنفي والطرد من المجتمع.