سعت الحملة الرامية إلى بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي أمس إلى كسب أصوات الناخبين المؤيدين لحزب العمال الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وقد يرجِّحون نتيجة الاستفتاء الذي سيجرى بعد 10 أيام. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق المالية حالة من الارتباك بسبب المخاوف من زيادة احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد. وأدت المخاوف من احتمال أن يصوِّت البريطانيون للخروج من الاتحاد الأوروبي في ال 23 من يونيو إلى هبوط الأسهم الآسيوية والأوروبية بشكل حاد، وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع فرص التصويت لصالح البقاء. وأظهر استطلاعان للرأي نشرتهما مؤسسة «آي.سي.إم» البحثية أمس أن حملة «الخروج» وسعت تقدمها على حملة «البقاء». وفي نقاش هيمنت عليه الانقسامات داخل حزب المحافظين الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يخشى معسكر البقاء من ألا يستطيع إيصال رسالته إلى أنصار حزب العمال المعارض الذين ينظر إليهم على أنهم عامل مهم في حسم التصويت لصالح البقاء. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن البريطانيين مازالوا منقسمين بشدة حول كيفية التصويت، لذا أطلق المعسكر المؤيد للبقاء حملة تتضمن إلقاء شخصيات كبيرة من حزب العمال سلسلة من الخطابات في حين لن يشارك كاميرون في أي أحداث مهمة. وقال جوردون براون، رئيس الوزراء السابق والمنتمي إلى حزب العمال خلال لقاء في جامعة في ليستر وسط إنجلترا: «يجب أيضاً خلال الأيام العشرة المقبلة، أن نوصل رسالتنا إلى الناس». يأتي ذلك في الوقت الذي حقق فيه حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي مكاسب في المعقل الشمالي التقليدي لحزب العمال. وسأل إعلاميون براون عن الطريقة التي سيتبعها لإقناع الناخبين التابعين لحزب العمال والقلقين من مستويات الهجرة بأن هناك ثمناً يستحق دفعه للبقاء داخل الاتحاد. وقال إنه يجب تخصيص مزيد من الأموال من أجل الخدمات العامة التي تعاني من وطأة ارتفاع مستويات الهجرة، مضيفاً أن الهجرة غير الشرعية تمثل مشكلة أكبر من هجرة الاتحاد الأوروبي. وفي حين يدعم حزب العمال رسمياً بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، فقد تعرض زعيم الحزب جيريمي كوربين إلى انتقادات لعدم القيام بما يكفي من جهد من أجل تحقيق تلك النتيجة. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن البريطانيين مازالوا منقسمين بشدة فيما يتعلق بالتصويت في الاستفتاء.، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «أو. آر. بي»، ونُشر في وقت متأخر يوم الجمعة، تقدم معسكر «الخروج» ب 10 نقاط على معسكر «البقاء» ما أحدث ارتباكاً في الأسواق.