فيما اقتربت الهجرة إلى بريطانيا من مستوى قياسي مرتفع؛ أظهرت سلسلة استطلاعات تقدُّم أنصار بقاء البلاد في الاتحاد الأوروبي. ونتائج الاستطلاعات التي أُجرِيَت مؤخراً تمنح زخماً معنوياً ل «معسكر عدم المغادرة» قبل 3 أسابيع من تصويتٍ في استفتاءٍ حاسم. ووفقاً لمجموعة «في ماذا تفكِّر المملكة المتحدة؟»؛ يتقدم معسكر البقاء بنسبة 53% على معسكر الخروج من الاتحاد الذي حصل على 47%. واستندت المجموعة إلى معدل آخر 6 استطلاعات نشرتها. ولاحظ استطلاعٌ، أجراه معهد «أو آر بي» ونشرته صحيفة «ديلي تلغراف»، تحوُّلاً لدى أغلبية المحافظين والناخبين المُسنّين الذين كانوا مصممين قبل شهرين على التصويت على المغادرة؛ لكنهم «أصبحوا الآن يؤيدون البقاء». وأكد الخبير الاستراتيجي، لينتون كروسبي، في مقالٍ في «ديلي تلغراف»، مواصلة حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي تقوية موقفها بين الناخبين من خلال أسبوع آخر من النشاط الفعال «بينما تتراجع حملة الخروج منه بعدما فشِلت في تبديد المخاوف الحالية حول التبعات المالية والاقتصادية للخروج». وكتب كروسبي الذي يُنسَب إليه فوز حزب المحافظين الحاكم في انتخابات 2015 «فيما يتعلق بالجانب الذي سيخلق اقتصاداً أقوى للبلاد؛ فإن معسكر البقاء في الاتحاد يتفوق ب 21 نقطة ليحصل على نسبة 54%، في زيادة 4 نقاط منذ الأسبوع الماضي». وكانت جهاتٌ، هي وزارة الخزينة وبنك انجلترا المركزي وصندوق النقد الدولي والبيت الأبيض، حذرت من التبعات الاقتصادية السلبية للخروج من الاتحاد. لكن رئيس حزب «استقلال بريطانيا» المعارض للبقاء، نايجل فاراج، شدَّد «الطريق لا يزال طويلاً، ومن غير الممكن التكهن بنتيجة الاستفتاء». فيما ذكر خبير الاستطلاعات، جون كورتيس، أن الجو النفسي للحملة تغيَّر «ويبدو أن معسكر البقاء في الاتحاد واثقٌ من تقدمه». في الوقت نفسه؛ حذَّر آخرون من خطر توقع نتيجة الاستفتاء قبل الأوان. وأشاروا إلى فشل الاستطلاعات الذريع في توقع فوز «المحافظين» في الانتخابات العامة السنة الماضية. وأقرَّ كورتيس بعدم وصول الاستطلاعات بعد إلى «النقطة الفاصلة». بينما تحدث كبير المتحدثين باسم حملة «بريطانيا أقوى في اوروبا»، جيمس ماكروري، عن وجوب النظر إلى الاستطلاعات بحذر. وتزامن تزايد الفرق بين المعسكرين في الاستطلاعات مع تغيير طرق إجرائها خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يتمٌّ عددٌ متزايدٌ منها عبر الهاتف. وأظهرت مثل هذه الاستطلاعات بشكل ثابت تقدم معسكر البقاء في الاتحاد، مقارنةً مع نظيرتها التي تجري عبر الإنترنت وتظهر في العادة تقارُب النتائج. ورغم اقتناع الناخبين الشباب بفائدة البقاء في الاتحاد؛ إلا أنه لا يمكن الاعتماد على آرائهم في يوم التصويت. و»في هذا الاستفتاء؛ أصبح الأمر يتعلق بالتعبئة بشكل أكبر من الإقناع»؛ بحسب ماثيو غودوين من مركز «تشاتام هاوس» الفكري. من ناحيته؛ دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، رئيس بلدية لندن السابق الناشط في حملة المغادرة، بوريس جونسون، إلى زيارة بروكسل للتعرف على كيفية عمل الاتحاد الأوروبي. وأبلغ يونكر الصحفيين على هامش اجتماع مجموعة السبع في اليابان بقوله «بوريس جونسون أمضى جزءًا من حياته في بروكسل (..) وحان الوقت لعودته إلى المدينة لمعرفة ما إذا كان كل شيء يقوله للشعب البريطاني يتطابق مع الحقيقة». في غضون ذلك؛ أظهرت آخر مجموعة من البيانات الرسمية تُنشَر قبل الاستفتاء وصول صافي الهجرة إلى بريطانيا في عام 2015 إلى ثاني أعلى مستوى مسجل. ووصل صافي الهجرة إلى 333 ألفاً العام الماضي، وهو ثاني أعلى مستوى لفترة 12 شهراً منذ بدأ التسجيل عام 1975. والصافي هو الفارق بين أعداد الوافدين وأعداد الراحلين. ومن المقرر إجراء الاستفتاء في ال 23 من يونيو المقبل. ووكان رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، تعهد عام 2010 بخفض المستوى السنوي لصافي الهجرة إلى أقل من 100 ألف. لكنه لم يتمكن من الوفاء بتعهده، وهو أمر يعود في جزء منه إلى أعداد مواطني الاتحاد الأوروبي الذين ينتقلون إلى بلاده. وقدَّر مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، أمس، صافي الهجرة من الاتحاد بنحو 184 ألفاً في العام حتى ديسمبر مقارنةً ب 174 ألفاً في عام 2014.