قيام الإنسان بخطأ يعني أنه في لحظة انتفت فيها قوانين العقل وتفتحت العاطفة لتشير لوعيه بأن الفعل الذي يقوم به صائب. وعندما ينتهي هذا الشعور من المثول في وعي أي إنسان يعود ليرى بشفافية حجم الخطأ وماهيته. وهي حالة تصيب أياً منا ولايمكن لفرد أن يحيا دون ارتكابه الأخطاء فهي طبيعة البشر. إلا أن الأكيد بأن التعامل مع الخطأ بعد حدوثه هو الفيصل في تحديد ماسيأتي بعده. وهنا يجب أن يقف الإنسان مع نفسه وقفة جادة ويطرح عليها كثيرا من الأسئلة كي يصل للإحساس الذي يود أن يتبناه في سلوكه لاحقاً. أسئلة على سبيل المثال: ما السبب في حدوث الخطأ؟ وقد تكون حاجة قوية لبلوغ أمر ما. أو هل هناك تصورات ذهنية سبقت الفعل مثل توقعات مبالغ فيها في شيء أو طرف آخر. أو من هم الأشخاص الذين تأثروا بهذا الخطأ وماهو بالتحديد السلوك الذي ضايقهم. وقد ترفع تلك التوقعات من احتمال تقبل الخطأ على أنه حق. مثل تلك الأسئلة لايستطيع ممارستها بقوة سوى إنسان يدرك بأنه إن لم يفعل فسوف سيكون فريسة لاستمرارية الشعور بالذنب أو الندم. وهو شعور لاداعي له كون الله سبحانه وتعالى علمنا كيفية تقبل الأخطاء في قوله تعالى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله). وحينما نتحدث عن الأخطاء فإننا نعني هنا أي نوع من الأخطاء حتى الصغير منها. الفكرة هي أن ارتكاب الأخطاء سنة كونية لهذا يبقى الأهم ما الذي يجب أن تفعله لتتخطى ذلك الشعور وماذا عليك أن تبادر بتقديمه للآخرين لتشعر بالسلام الداخلي. وقد تشعر في بداية الأمر بالضيق لعدم تقبل الطرف الآخر، إلا أن الصبر هو أفضل وسيلة للتحرر من مشاعر التوتر والألم المصاحبة.